مقالات الرأى

عبد المعطي‭ ‬أحمد‭ ‬يكتب: الاسراف‭ ‬في‭ ‬الكلام

0:00

تبين‭ ‬فجأة‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وقادرون‭ ‬علي‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬عايشناها‭ ‬وعانينا‭ ‬منها‭ ‬ليس‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭،
إذًا‭ ‬لماذا‭ ‬كانت‭ ‬المشكلة‭ ‬وكان‭ ‬استعصاؤها‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الدهر‭ ‬الطويل؟‭.. ‬إننا‭ ‬نقرأ‭ ‬كل‭ ‬يو‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬أبحاثًا‭ ‬مطولة‭ ‬وموجزة‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬وما‭ ‬يشير‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬العلاج‭ ‬الصحيح‭.‬

وسيطلع‭ ‬الحوار‭ ‬علينا‭ ‬بتقرير‭ ‬يتضمن‭ ‬توصيات‭ ‬لهذا‭ ‬العلاج،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اقتراحات‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬ويظل‭ ‬الاختيار‭ ‬والقرار‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الحكومة‭ ‬لأنه‭ ‬واجبها‭ ‬وفي‭ ‬صميم‭ ‬مسئولياتها،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬شيئًا‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التوصيات‭ ‬والأبحاث‭ ‬والمقالات‭ ‬والندوات،‭ ‬وسنري‭ ‬أنه‭ ‬أريق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬الحبر‭ ‬والورق‭ ‬وأيام‭ ‬وساعات‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والتفكير‭ ‬وأن‭ ‬الكثير‭ ‬منه‭ ‬مكرر‭ ‬وسبق‭ ‬عرضه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬

إن‭ ‬في‭ ‬طبيعتنا‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬الكلام‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الإداء‭ ‬بما‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬وخبرات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬ندعيه‭ ‬منهما‭. ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬الحوار‭ ‬محدودا‭ ‬العدد‭ ‬محدود‭ ‬الوقت‭ ‬جدًا،‭ ‬ثم‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬ستتفرع‭ ‬عنه‭ ‬لجان،‭ ‬وستعقبه‭ ‬أبحاث‭ ‬في‭ ‬التفصيلات‭ ‬والفروع‭ ‬قد‭ ‬تستمر‭ ‬شهورًا‭.‬

وأخشي‭ ‬ما‭ ‬أخشاه‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئًا‭ ‬إلي‭ ‬هيئة‭ ‬كبيرة‭ ‬ترصد‭ ‬لها‭ ‬الاعتمادات‭ ‬ويعين‭ ‬الموظفون‭ ‬أو‭ ‬ينتدبون‭ ‬وتعدو‭ ‬عليها‭ ‬البيروقراطية‭ ‬كما‭ ‬عدت‭ ‬علي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬المشابهة،‭ ‬بينما‭ ‬المشكلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عاجلة‭ ‬ولا‭ ‬تحتل‭ ‬التأخير‭ ‬والتسويف‭.‬

والمشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بطبيعتها‭ ‬حادة‭ ‬وحاسمة،‭ ‬وعواقبها‭ ‬عاجلة‭ ‬ومؤكدة‭.‬‮١‬‭ ) ‬أتمني‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬يوم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الفلاح‭ ‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬صباح‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬الحالي‭ ‬إلي‭ ‬يوم‭ ‬وطني‭ ‬تحتفل‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بكامل‭ ‬أجهزتها‭ ‬بالفلاح‭ ‬المصري،‭ ‬والإنتاج‭ ‬الزراعي،‭ ‬واستعراض‭ ‬موقف‭ ‬الحاصلات‭ ‬الزراعية،‭ ‬ومدي‭ ‬كفايتها،‭ ‬والوقف‭ ‬التصديري‭ ‬لها،‭ ‬وإقامة‭ ‬مهرجانات‭ ‬لمحاصيل‭ ‬المواسم‭ ‬الزراعية‭ ‬مثل‭: ‬التمور،‭ ‬والأرز‭ ‬والذرة‭ ‬والمانجو‭ ‬والقمح‭ ‬والفراولة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية،‭ ‬والفواكه،‭ ‬بحيث‭ ‬يخصص‭ ‬معرض‭ ‬ضخم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محافظة‭ ‬طبقا‭ ‬للمحاصيل‭ ‬التي‭ ‬تشتهر‭ ‬بها‭ ‬تلك‭ ‬المحافظة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يقوم‭ ‬السادة‭ ‬المحافظون‭ ‬بعقد‭ ‬مؤتمرات‭ ‬للمزارعين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محافظة‭ ‬للاستماع‭ ‬إلي‭ ‬مشكلاتهم،‭ ‬وهمومهم،‭ ‬بحضور‭ ‬السادة‭ ‬المعنيين‭ ‬من‭ ‬مسئولي‭ ‬الري،‭ ‬والزراعة،‭ ‬والخدمات‭ ‬المحلية،‭ ‬لتذليل‭ ‬كل‭ ‬العقبات،‭ ‬والمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬عملهم‭. ‬وأتمني‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الفلاح‭ ‬إطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬الزراعية،‭ ‬وتقييم‭ ‬أداء‭ ‬عام‭ ‬مضي،‭ ‬ووضع‭ ‬رؤية‭ ‬سنة‭ ‬مقبلة‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتركيب‭ ‬المحصولي‭ ‬وأولوياته‭ ‬طبقا‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والتصديرية‭.‬

‮٢ ‬‭) ‬تم‭ ‬إزاحة‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬وأكبر‭ ‬مبني‭ ‬لمرصد‭ ‬فلكي‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬معبد‭ ‬بوتو‭ ‬بتل‭ ‬الفراعين‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬كفر‭ ‬الشيخ،‭ ‬ومبني‭ ‬بالطوب‭ ‬اللبن‭ ‬ويظهر‭ ‬المرصد‭ ‬مدي‭ ‬تقدم‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الفلك‭ ‬لرصد‭ ‬وتسجيل‭ ‬حركة‭ ‬الشمس‭ ‬والنجوم‭.‬
كما‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬علي‭ ‬ساعة‭ ‬شمسية‭ ‬حجرية‭ ‬منحدرة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أدوات‭ ‬قياس‭ ‬الوقت،‭ ‬ويتكون‭ ‬المبني‭ ‬الخاص‭ ‬بتلك‭ ‬الساعة‭ ‬من‭ ‬مدماك‭ ‬مستقيم‭ ‬من‭ ‬بلاطات‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري‭ ‬بطول‭ ‬4‭ ‬أمتار‭ ‬و‭ ‬80‭ ‬سنتيمترا‭ ‬تعلوه‭ ‬خمس‭ ‬كتل‭ ‬مستوية‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري‭ ‬منها‭ ‬ثلاث‭ ‬كتل‭ ‬رأسية‭ ‬واثنتان‭ ‬افقيتان‭.‬
كما‭ ‬عثر‭ ‬علي‭ ‬تمثال‭ ‬من‭ ‬الجرانيت‭ ‬الرمادي‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬واح‭ ‬إيب‭ ‬رع‮»‬‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬السادسة‭ ‬والعشرين‭ ‬للكاهن‭ ‬بسماتيك‭ ‬سمن،‭ ‬ويحمل‭ ‬تمثال‭ ‬المعبود‭ ‬أوزير‭ ‬ومدون‭ ‬عليه‭ ‬لقب‭ ‬حامل‭ ‬الختم‭ ‬الملكي،‭ ‬كما‭ ‬عثر‭ ‬علي‭ ‬أداة‭ ‬المرخت‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬القياس،‭ ‬وكذلك‭ ‬تمثال‭ ‬أوزير‭ ‬والنمس‭ ‬من‭ ‬البرونز،‭ ‬وتمثال‭ ‬تراكوتا‭ ‬للمعبود‭ ‬بس‭ ‬وقلادة‭ ‬المنيت‭ ‬من‭ ‬الفاينس،
وكشف‭ ‬الدكتور‭ ‬أيمن‭ ‬عشماوي‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬الأثار‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المبني‭ ‬مساحته‭ ‬850‭ ‬متر‭ ‬تقريبا‭ ‬وتم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الركن‭ ‬الجنوبي‭ ‬الغربي‭ ‬لمنطقة‭ ‬المعابد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البعثة‭ ‬الأثرية‭ ‬المصرية‭ ‬التابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للآثار‭ ‬عثرت‭ ‬أيضا‭ ‬علي‭ ‬خمس‭ ‬غرف‭ ‬يرجح‭ ‬أنها‭ ‬استخدمت‭ ‬لحفظ‭ ‬بعض‭ ‬الأدوات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمبني‭ ‬،‭ ‬وغرفة‭ ‬حجرية‭ ‬صغيرة‭ ‬تمثل‭ ‬برج‭ ‬المرصد،‭ ‬وكذلك‭ ‬صالة‭ ‬كبيرة‭.‬

‮٣ ‬‭) ‬لو‭ ‬استطعنا‭ ‬أستثمار‭ ‬مواردنا‭ ‬المتنوعة‭ ‬استثمارا‭ ‬جيدا‭ ‬يتسم‭ ‬بالشفاقية‭ ‬والنزاهة‭ ‬والاخلاص‭ ‬للقائمين‭ ‬عليه‭ ‬لأصبح‭ ‬حالنا‭ ‬مغايرا‭ ‬لما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭. ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تمتلك‭ ‬ثروات‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬ثروات‭ ‬زراعية‭ ‬وعقارية‭ ‬ومواد‭ ‬خام‭ ‬وشواطئ،‭ ‬وجبالا‭ ‬حبلي‭ ‬بالخيرات،‭ ‬وثروات‭ ‬بشرية‭ ‬مبدعة‭. ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬الإنسان‭ ‬المخلص‭ ‬الأمين‭ ‬صاحب‭ ‬المبادرة‭ ‬المفكر‭ ‬الذي‭ ‬يري‭ ‬أن‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬العليا‭ ‬للبلد‭ ‬هي‭ ‬مصلحته‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلي‭ ‬تفكير‭ ‬جمعي‭ ‬إيجابي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأنانية‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقذف‭ ‬بنا‭ ‬جميعا‭ ‬إلي‭ ‬الهاوية‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭.‬

‮٤‬‭) ‬ منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬الألعاب‭ ‬الأوليمبية‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1896‭ ‬في‭ ‬أثينا‭ ‬اليونانية‭ ‬ظلت‭ ‬بين‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬12‭ ‬دورة‭ ‬متتالية،‭ ‬ثم‭ ‬خرجت‭ ‬إلي‭ ‬استراليا‭ ‬في‭ ‬ملبورن‭ ‬1965،‭ ‬وأقيمت‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬طوكيو‭ ‬1964‭ ‬باليابان‭ ‬واستضافتها‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬في‭ ‬ريودي‭ ‬جانيرو،‭ ‬وبقيت‭ ‬إفريقيا‭ ‬بسبب‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬شرف‭ ‬الاستضافة‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬استمرت‭ ‬نحو‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬منها‭ ‬الطلب‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬1916،‭ ‬و‭ ‬1936،‭ ‬والطلب‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬2004،‭ ‬إضافة‭ ‬إلي‭ ‬وأد‭ ‬فكرة‭ ‬مصرية‭ ‬في‭ ‬مهدها‭ ‬عام‭ ‬2008‭.‬
‮٥‬‭) ‬8‭ ‬سبتمبر‭ ‬1967‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لمحو‭ ‬الأمية‭ ‬خصصته‭ ‬اليونسكو‭ ‬لتذكير‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بأهميتها‭ ‬للأفراد‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬تتميز‭ ‬بالاستدامة‭ ‬والأزدهار‭ ‬والسلام،‭ ‬وانها‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأداة‭ ‬لتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الشخصية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبشرية‭.‬
‮٦‬‭) ‬يقول‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭: ‬من‭ ‬لم‭ ‬تجده‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬شدتك‭ ‬لا‭ ‬تصاحبه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قوتك،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬خير‭ ‬فيه‭!‬
‮٧‬‭) ‬لو‭ ‬نظر‭ ‬نيوتن‭ ‬إلي‭ ‬عينيك‭ ‬لعرف‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬للجاذبية‭ ‬قانون‭.‬
‮٨‬‭) ‬صدق‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تصدق‭: ‬طائر‭ ‬الفرقاط‭ ‬البحري‭ ‬يظل‭ ‬يحرس‭ ‬الطيور‭ ‬الأخري‭ ‬بالهواء‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬تصطاد‭ ‬فرائسها‭ ‬فيخطفها منها.

زر الذهاب إلى الأعلى