مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: منحة 30 يونيو

0:00

كل عام فى هذا التوقيت أسأل نفسى ماذا لو لم تكن ثورة 30 يونيو؟

المناسبة الوحيدة التى يمكن أن ينطبق عليها ثورة هى الخروج الشعبى  الطاغى فى 30 يونيو 2013, ثورة جمعت الصغير والكبير والشيخ والعجوز والفقير والغنى والبسيط والمثقف والفتاة والسيدة من أجل قبلة الحياة لوطن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة!

حان الوقت لكى  نسمى هذه الثورة بما تستحق ونفسرها ونحللها ونتوقف عند تفاصيلها المهمة لكى ننصف هذا التاريخ الذى أنقذ مصر من ضياع إلى الأبد .

لو لم يكن هذا اليوم مر ونجح فى استعادة هيبة مصر  ومكانتها كان المصيرحربا أهلية مؤكدة وانقساما للشعب الواحد داخل بلدنا .

لاأستبعد وقتها أن تكون أربعة شعوب منفصلة تتصارع على وطن واحد.!

ثورة 30يونيو لايكفى أن نحتفل بها, ولكن أن نذكرأنفسنا بقيمتها وأهميتها وأبطالها الذين تحملوا مسئوليتها, وأن نعظم قيمتها التى تستحقها لدى أجيال صغيرة عاصرتها لكنها لم تقدروزنها بعد!

حان الوقت لتتاح وثائق هذه الفترة كما فعلنا فى دراما الاختيار , وأن نوفرها كاملة للباحثين والمحللين لكى يقدموا لنا دراسات ومؤلفات كثيرة عن عبقرية هذه الثورة فى الزمان والمكان.

أن نحتفل فى 30 يونيو بعيد الجمهورية الجديدة, وأن يكون يوم إطلاق عشرات المبادرات لكى نضاعف  الانتاج, ونوفر الطاقة ومياه الشرب ونحتفى بالعلماء والأبطال والشهداء والأطباء والمهندسين وصناع الفنون.

هذا يوم استثنائى, ويجب أن يظل استثنائيا لامعا فى أذهان فى أذهان جيل بعد جيل, وأن يكون الاحتفاء به دافعا لمزيد من العمل.كمايجب أن تكون إجازته مختلفة ليست للكسل إنما مثل كرنفال حب مثلما يحدث فى أوروبا مع أعياد الحرية, وهو فعلا عيد للحرية والفرح والأمان, حصلنا فيه على الحرية التى كنا نظن أننا فقدناها دون رجعة .

تذكروا الحرية فى هذا اليوم لكى نظل نحمد الله على منحة 30 يونيو.

  • يغيب عن الاسرائيليين دائما أنه يجب عليهم أن يبعدوا الصراع السياسى والعسكرى فى القضية الفلسطينية عن الشارع الاسرائيلى, وعن التطرف بكل أوجهه,لأنه ليس لعبة للسياسيين داخليا يستخدمونها فى الانتخابات متى شاءوا, ولعل اسرائيل تدرك – بعد حادث سيناء الأخير – أن حماية حدودها ليس بالمناورات العسكرية فقط مهما تبلغ دقتها او تسليحها, ولكن بالتسليم بإقامة علاقات ودية , وتعاون مشترك مع كل الأطراف يفتح للشرق الأوسط آفاقا تتطلع إليها الشعوب أولها حقوق الفلسطينيين فى دولتهم وإنهاء الصراع على القدس الشرقية لأصحابها الفلسطينيين .

تعظيم سلام للطالبة منة الله عماد أول الشهادة الإعدادية بمحافظة كفر الشيخ التى خاضت ظروفا مادية صعبة أقلها أنها كانت تعيش فى شقة بلا أثاث وتذاكر لمدة عامين على “جردل”, والسبب انفصال والديها, وإن كانت والدتها قد قامت بمجهود كبير لتذليل العقبات أمامها حتى نجحت بامتياز. مشكلة منة الله فى شطرها المادى ساهم فى حلها محافظ كفر الشيخ بتوفيره أثاثا للشقة, وأما الشق النفسى للمشكلة فهو فى يد والدها, وقد أعلنت منة أنها لم تخطىء أبدا فى حق والدها ,هكذا ربتها والدتها, فهل يسهم والدها بدور طلبته منه على الأقل بمباركته لها على تفوقها الكاسح؟ بقى أن أقول أن نجاح منة الله وهى من الحامول يذكرنا بكفاح أبنائنا من الأقاليم وهم يذاكرون على “لمبة الجاز”, وبعضهم كان يذاكر تحت “عمود النور”!

  • حتى لاننسى: فى 18 يونيو عام 1953قرر مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 سقوط الملكية وإعلان الجمهورية, وتضمن القرار تولى اللواء محمد نجيب رئاسة الجمهورية وجمال عبد الناصر نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
  • لم أجد أصدق مما قاله الجنوبى أمل دنقل فى وصفه لعلاقته بمدينة الاسكندرية حيث قال:أعشق اسكندرية , واسكندرية تعشق رائحة البحر ,والبحر يعشق فاتنة فى الضفاف البعيدة, كل أمسية تتسلل من جانبى تتجرد من كل أثوابها, وتحل غدائرها ثم تخرج عارية فى الشوارع تحت المطر

 

زر الذهاب إلى الأعلى