عبد المعطى أحمد يكتب: ثقافة الترشيد
أتمنى أن أشاهد فى رمضان المقبل برامج وأعمالا درامية تدعو إلى الترشيد والحد من الاستهلاك بشكل عام, وتوعية المصريين بخطورة التحديات المقبلة بعيدا عن الأفكار المكررة التى اعتدنا متابعتها كل عام, وأرى ضرورة أن يكون للإعلام المصرى مشروع قومى هادف لكى نضمن للأجيال القادمة فرص العمل والحياة الكريمة الآمنة دون عوز أو احتياج, وليبدأ كل شاب بنفسه, ولتبدأ الحكومة أيضا بتطبيق سياسة للتقشف, والاستغناء عن بنود عديدة للإنفاق فى مختلف الوزارات والمؤسسات, وفرض قيود قوية للحد من التبذير فى الاستهلاك لكيلا نغرق أمام التعويم المفتوح, ولابد أن يعى كل مسئول حجم هذه المخاطر التى تهدد الاستقرار الاجتماعى, ورغم كل هذه الصعوبات أؤكد أن مصرنا بحمد الله أفضل بكثير مما عليه بعض الدول الغنية التى تتمتع باقتصاديات قوية, ودليل ذلك تلك الأخبار لتى نقلتها وسائل التواصل بأن المتاجر فى لندن بدأت بإقفال الثلاجات فى المحال والهايبر ماركت بالمفتاح لحماية البضائع داخلها, وكتبوا لافتة:” على المشترى طلب مساعدة الموظفين فى حال يريد شيئا ما”, ومتاجر أخرى أقفلت على الحليب والبيض وحتى الأجبان والبيض والزبدة بسبب زيادة السرقات أمام معاناة البريطانيين من زيادة تكاليف المعيشة. الخلاصة أن ثقافة الترشيد باتت اليوم مطلبا حياتيا ونمطا سلوكيا لكل المواطنين, ولابد من ترسيخ هذه الثقافة فى كل مناحى الحياة, وكذلك لابد أن تضرب الدولة بيد من حديد على كل من يحتكر السلع أو يخفيها أو يبالغ فى تسعيرها لضمان العدالة الاجتماعية للجميع.
• إذا كنا قد اعتدنا أن يكون شهر مارس هو شهر المرأة لتزامن اليوم العالمى للمرأة, ويوم المراة المصرية, وعيد الأم فى نفس الشهر, فإن هناك احتفالا مهما أضيف لهم عبر السنوات الماضية وهو احتفال يوم الشهيد,وهواحتفال تحظى فيه أمهات الشهداء بمكانة خاصة ومميزة من التكريم,ومن خلالهن نتعرف على قصص بطولات شباب مصرى أحب بلده ولم يبخل عليها بحياته.
• ثقافة الحوار التى كانت أحد أعمدة بقاء البشرية ونموها وتطورها قد أصبحت الآن فى خطر, وذلك أمر ضد طبيعة الإنسان وفطرته المجبولة على حب التحدث مع الآخرين لكى ينقل إليهم معلومة صحيحة ومفيدة, ويستمع منهم إلى أى ملاحظات إيجابية بعيدا عن الأهواء والأغراض والميول.
• تشير الأرقام الأخيرة الصادرة عن صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى إلى أرقام مفزعة عن تعاطى المخدرات بين طلاب المدارس التى وصلت إلى 7% بين طلاب المدارس,و 8,7% بين طلاب التعليم الفنى, وانخفاض الشريحة العمرية للمتعاطين إلى 15 عاما, وجاء على رأس الأسباب أصدقاء السوء يليها الفضول وحب الاستطلاع, وهو مايثير قلق العديد من الآباء والأمهات الذين يعيشون هاجس صديق السوء فى حياة الأبناء, فكيف يمكن أن نساعد أبناءنا على اختيار الصديق الجيد والابتعاد عن شلة السوء؟
• حالة الانفلات عندنا فى تجارة الذهب ومضاربات الدولار وأسعار السلع الاستهلاكية والغذائية تحتاج إلى وقفة.
• إفريقيا تلعب الآن دورا مهما فى السياسة الدولية,وهى القارة الأكثر شبابا بين قارات العالم, لكنها للأسف مازالت القارة الأكثر فقرا, فالإحصاءات الدولية تشير إلى زيادة أعداد الذين يعانون ضعف الأمن الغذائى حول العالم, حيث يصل إجمالى أعدادهم إلى مايقرب من 800 مليون شخص فى 2022, بزيادة 150 مليونا عن 2019, وإفريقيا تعد مصدرا لما يزيد على ثلث هذا الرقم, معنى ذلك أن هناك أكثر من 260 مليون شخص فى إفريقيا يعانون ضعف الأمن الغذائى, وذلك نتيجة زيادة معدلات الديون لبعض الدول التى وصلت إلى أكثر من 250 % من إيراداتها, بالإضافة إلى مشكلات نقص المياه, والجفاف, والتصحر, وانخفاض مستوى الخدمات الصحية, وكلها عوامل أثرت بالسلب على دول القارة الإفريقية وقدراتها الاقتصادية.
• رحم الله الشاعر التركى كمال فريح وعائلته الذين انتقلوا إلى رحمة الله إثر الزلزال المدمر فى مدينة مرعش التركية وكان آخر ماكتبه الشاعر المرحوم:أنفاس عمرك يابن آدم جوهرة فاذكر بها الرحمن قبل الغرغرة واعلم بأن الوقت يمضى مسرعا إياك تقضى خيره بالثرثرة.
• بذور الصبر شديدة المرارة, لكن ثمارها حلوة المذاق!