مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: الطفل المصرى فى عيده

0:00

احتفل العالم يوم الإثنين الماضى وتحديدا يوم 20 نوفمبر باليوم العالمى للطفل, ذلك الكائن الجميل, قرة العين, إبن كل شخص أو ابنته, فلذة كبده ومبتغى حياته, مكمن سعيه وجهده فى حياته, رمز البراءة فى هذا الكون حتى فى زمن التكنولوجيا, والإنسان الوحيد الذى نتمناه أفضل منا, والأمل فى الغد.

إن إصلاح أى وطن, وأى نظام اجتماعى,  وأى استراتيجية تبدأ بالطفل.

وفى هذا اليوم نجد معظم الأطفال فى المدارس يستعدون لإقامة حفلة عيد الطفولة, ولكننا إذا سألنا الأم أو أطفالها لماذا نحتفل بعيد الطفولة فى مثل هذا اليوم وماذا يعنى أن يكون للأطفال عيد؟ لاأحد يستطيع الإجابة.!

والحقيقة أن العالم يحتفل به فى ذلك اليوم من نوفمبر من كل عام, نظرا لإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمى لحقوق الطفل, وذلك عام 1989كما أقرت الأمم المتحدة يوم الطفل العالمى فى عام 1954 فى مؤتمر بباريس, ومن أهم  ماجاء به حق الطفل فى التعبير عن رأيه, وحمايته من العنف والإهمال, وتوفير حياة كريمة وتوفير رعاية صحية له, وأيضا عدم السماح لهم بالعمل من سن صغيرة.

إننا بمصر لدينا الكثير لنقدمه للطفل, ولا أستطيع  أن أنكرأن مصر قامت بجهود كبيرة لتنمية الطفل وحمايته, وكذلك المؤسسات الدولية العاملة فى مجال الطفولة وعلى رأسها اليونيسيف, وقام المجلس القومى للطفولة والأمومة والجمعيات الأهلية المصرية بجهود رائعة لمحاربة الختان, ومنع تسرب الأطفال من التعليم, والعمل مع أطفال الشوارع, وحملات محاربة تدخين الأطفال وغيرها  من مجالات الحماية, لكن فى الثقافة والفنون مازال لدينا الكثير لنقدمه للأطفال, فليس لدينا فنون واسعة الانتشار موجهة للطفل, ويقع أغلب الأطفال فريسة للفنون العامة الموجهة للكبار والتى تؤثر تأثيرا سلبيا على تكوين الطفل وشخصيته, وليس لدينا قناة تليفزيونية موجهة للأطفال, وليس لدينا حلم أو مشروع فنى قومى للطفل ولاشخصيات أيقونية كأبطال من الأطفال, شخصيات مثل سندباد وبكار وسمير(شخصية مجلة دار الهلال الشهيرة) كان ممكن استغلالهم لأقصى حد, لكن ضاعوا مع الزمن لأسباب مختلفة ومتنوعة, حتى أشقاؤنا فى الخليج العربى حاولوا أكثر من مرة إطلاق شخصيات أطفال محببة من الخليج, لتصبح المثل الأعلى للأطفال لكنها لم تصمد أمام قوة الأعمال الأجنبية وخاصة ديزنى, حتى شخصية ماجد الأكثر نجاحا منذ أربعة عقود فى المجلة المشهورة, تم إطلاق قناة تليفزيونية خاصة جدا أخيرا, لكنها لم تحقق القناة النجاح المرجو.

إن تأثير  التليفزيون والإنترنت على الأطفال اليوم يفوق غيره من وسائل التأثير مثل المدرسة والأصدقاء , بل والأسرة أحيانا, والطفل أسير تلك الشاشتين كأنه منوم مغناطيسى لايبرحهما قط, لذلك لابد أن نعمق ثقافة اللعب عند الأطفال وثقافة الارتباط بالطبيعة, وقد أثبتت الدراسات أن الطفل الذى يلعب , والذى يتردد على الطبيعة, ويصادق الحيوانات أكثر رحمة وذكاء وانفتاحا من الأطفال الآخرين.

وأحب أن أشير فى هذا المقال إلى عدة أماكن رائعة بمصر أدعو كل المصريين وزوار مصر لزيارتها مع أطفالهم على رأسها مركز الطفل للحضارة والإبداع بمصر الجديدة, وهو مركز ثقافى متكامل يضم مجسما لنهر النيل, ومجسمات لبعض الحيوانات, ويظهر حياة الفلاحين وبيوتهم وحياة البدو وصوبا زراعية وألعابا للأطفال فى هيئة بازل , وساحة كبيرة للألعاب  وزلاجات, ومبنى دورين يحكى تاريخ مصر منذ الفراعنة, وينظم المركزدائما ورش عمل لتعليم الحرف والفنون , بالإضافة إلى المسرح الرومانى والسينما, وهناك أيضا حديقة الأسرة التى أنشأتها وزارة الدفاع على مساحة 70 فدانا عند مدخل الرحاب 2, وهى مجمع علمى ثقافى ترفيهى به نماذج مصغرة من مكتبة الإسكندرية وحديقة الحيوان وغيرهما, وهناك كذلك متحف الطفل بالمتحف المصرى, والقرية الكونية بمدينة 6أكتوبر, ومتحف الطفل لعلوم المياه, كلها تستحق الزيارة, ولابد من خطة جادة للتعريف بها لتسويقها قبل أن تصبح خرابات.

وفى النهاية لابد من الإشارة إلى ظاهرة تسرب الأطفال من التعليم ليقوموا بأعمال تدر دخلا مما تعتبره الأسرة مصدر رزق لها منها قيادة الأطفال ل”التكاتك”,وهو مايعد انتهاكا لحقوق الطفل حسب ماجاءت به الأمم المتحدة, وهم أطفال متسربون من التعليم, أو من تعليم حرفة يدوية تجعل لهم قيمة فى المجتمع.

ومن واجب المؤسسات الاجتماعية حماية هؤلاء الأطفال من أنفسهم أولا, وحماية المجتمع منهم لأنهم ينشأون غير أسوياء, ولديهم شعور بعدم المساواة بينهم وبين الأطفال الآخرين, فيجب أن نساعدهم على العودة إلى مدارسهم ودراسة ظروفهم, ومحاولة تحسين ظروف معيشتهم, أو محاولة إيجاد حرفة يدوية توفر لهم حياة كريمة , وأخيرا ينبغى ألا يقتصر الاحتفال بعيد الطفل على يوم واحد فقط فى العام , بل كل وقت والاهتمام بهم ورعايتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى