عقد المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، اليوم، الخميس، ضمن فعاليات دورته ال١٦، جلسة نقاشية احتفاء ب”المسرحيون الراحلون” الذين رحلوا خلال الفترة من ١ يوليو حتى ديسمبر ٢٠٢٢، وتضمنت الجلسة الحديث عن الفنانين الذين رحلوا في تلك الفترة، وهم “هشام سليم، وسامي فهمي، وهشام الشربيني، وكمال سليمان”، وتحدث في الجلسة الفنانة عايدة فهمي، والناقد محمد الروبي، وأدارها عصام عبد الله، وشارك بالحضور د.عمرو دواره ود.ساميه حبيب، والفنان معتز السويفي، والفنان حماده شوشة، والمخرج أحمد السيد.
تحدثت الفنانة عايدة فهمي، عن شقيقها الفنان سامي فهمي، قائلة: “كنت حزينة حينما سافر سامي لأمريكا واستقر هناك، لأنه في ذلك الوقت كان في عز شهرته الفنية ولا اعرف سبب قراره بالسفر وقتها، فهو من وضع قدمي على بداية طريق المسرح، واعتز وافتخر أنه ساعدني في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية فكان يؤمن بموهبتي، وجاء بي من الإسكندرية رغم رفض أبي وأمي، والتحقت بالمعهد، وكان دائما فخور بي جدا وقال لي “اشتغلي على نفسك والدراسة هتفيدك جدا”، ولكني لم استطع الجلوس معه كثيرا لأنه قرر السفر لأمريكا بعد سنة تقريبا من التحاقي بالمعهد واستقر هناك لسنوات طويلة جدا، ودرس هناك الإخراج، وطوال فترة سفره كان يتابعني ويشجعني، تعلمت منه الالتزام وحب المسرح وحب اللغة العربية، وبعد سنوات طويلة قرر العودة إلى مصر وكنت ضد ذلك لأن المناخ تغير جدا وأصبح غير مناسب له، لكنه عاد بالفعل وكان يعاني جدا، لأنه وجد الموضوع مختلف والظروف اختلفت كثيرا، وكنت لا أرغب في عودته للتمثيل وهو في السن الكبير دون أن يأخذ وضعه ومكانته، سامي فهمي كان فنانا مهما وتعلمت منه الكثير فكان قدوتي”.
وتحدث الناقد محمد الروبي، عن الفنان هشام سليم، قائلا: إن الهدف من هذه الجلسات، هي إعطاء فرصة للجيل الجديد أن يعرف هؤلاء الفنانين الراحلين، ويعرفوا أن هذا المجال لا يمكن أن يكون مثل “الحرث في البحر” وأنه مهما قدم الفنان عملا بسيطا لابد أن يكون مؤثرا، وأيضا تعطي الحماس للجيل الحالي إلى الاستمرار، وأود أن أؤكد أن عالم التمثيل درجات، كلا حسب موهبته وتعلمه وإصراره، والفنان هشام سليم هو ممثل ليس عبقريا وفي نفس الوقت لم يدع أنه ممثلا عظيما أو مهدور حقه، هو عرف قدره وأحبه الجمهور، طوال الوقت كان قريب جدا من الناس، والجمهور يشعر أنه منهم، وحينما رحل كان هناك حزنا كبيرا عليه لأنه ممثل غير مدعي ومحب للناس وكان إحساسه صادق دائما على الشاشة ويصل للناس.
وتحدث الروبي، أيضا، عن الفنان الراحل كمال سليمان: “كنت من المحظوظين، أنني عرفت كمال في المعهد، فهو كان بقلب طفل، لدرجة أنه ذات مرة في المعهد، في عرض كان يخرجه أحمد عبد العزيز، ووجدت كمال يبكي صمتا في الكواليس وكان السبب أن أحمد عبد العزيز “انفعل عليه”، كمال سليمان من الفنانين الذين لديهم رضا شديد جدا، ويعرف قدراته جيدا، ولم ينشغل يوما بموضوع النجومية، وفي التمثيل لم يدع يوما حتى وفاته أنه أحسن شخص في التمثيل.
وقال د.عمرو دواره، عن الفنان الراحل هشام الشربيني: إن الفنان هشام الشربيني كان ابن المسرح القومي، وقدم على خشبته الكثير من البطولات”.
وتابع: أن الفنان هشام سليم تربى على أيدي كبار المخرجين منهم يوسف شاهين، وكانت لديه جينات النجومية استطاع أن توظيفها بشكل جيد خلال ما قدمه من أدوار متنوعة”.
وعن الفنان سامي فهمي، قال دواره: إنه منذ ظهوره الأول كان فنانا قويا جدا وأثبت وجوده، فكان عاشقا للفن، وفنان أصيل لديه حالة من التوهج الفني، فهو من النماذج المشرفة للأجيال الجديدة.
وقال الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر: إن هذه الدورة مختلفة تماما عن الدورات السابقة في الندوات ابتي تقام من حيث فكرة الاحتفاء بكل الراحلين المسرحيين من كتاب ونقاد وممثلين، وفكرة توثيق ذلك في كتاب مهمة جدا.
كما وجه عبد الناصر، تساؤل للفنانة عايدة فهمي، عن أسباب عدم عودة الفنان سامي فهمي للتمثيل، وأجابت قائلة: “سامي عاد للفن بعدما تقدم في السن، وكان بعيد عن التمثيل وعن مصر لسنوات طويلة، وكنت أخاف عليه من العودة للفن بدون أن يحصل على مكانته التي يستحقها، فكانت تعرض عليه أعمال غير مناسبة له، وأقل من مكانته كفنان وكقيمة، وحينما عاد إلى مصر كان مازال مرتبطا بعمله الحر في أمريكا، وحياته كانت بين مصر وأمريكا، فلم يكن متفرغا بشكل كامل للتمثيل، وأنا كنت ضد فكرة عودته للتمثيل إلا إذا عرض عليه عمل قوي”.
وقال الفنان معتز السويفي، عن صديقه كمال سليمان: “سوف أتحدث عن كمال إنسانيا، كنت أرى له مواقف إنسانية كثيرة، فكان حينما يعلم أن زميل ما يحتاج للعمل، كان يعتذر هشام عن دوره في العمل الفني المرشح له، ويرشح الزميل الآخر لهذا الدور دون أن يعلم أحد، فالمواقف الإنسانية لكمال سليمان كانت مدعاة للفنان كيف يكون فنانا إنسانا وليس فنان سلعة أو تاجرا، كانت جلساتنا نتحدث فيها عن الإنسانيات التي فقدناها كثيرا حاليا، واحترام الآخر والمهنة واحترامنا لبعضنا ولذاتنا واحترام الصغير للكبير واحترام الكبير للصغير”.