ضاحى عثمان يكتب : عالم المجانين .!
صديق سألني:
أنت عامل إيه؟!، قلت:
عايش، قال:
إزاي عايش؟!، قلت:
بتنفس، قال مبتسماً:
كيف تتنفس.؟!، قلت:
يعني بسحب هوا من مناخيرى كده”شخرت”، وبعد ثواني أطلَّعه، فضحك جداً وقال:
يا باشا دا الهوا بيدخل ويطلع لوحده في مناخيرك، هي مناخيرك عليها باب بقفل.؟! لكن أنا قصدي أنت بتعمل إيه في الأيام دي.؟!، قلت شاخطاً بجدية كبيرة:
قاعد بلعب في مناخيري وبتفرج علي الهوا إللي بيدخل ويطلع منها، هو ده شيء قليل في الحياة.؟! قال متعجباً من هذه الجدية:
ده كل شغلك.؟! بعد ما كنت مالي الدنيا شغل وكتابة في كل شيء.؟!، قلت:
بالله عليك، هو ده شغل قليل، ده مهم جداً أني أتنفس الآن قبل ما نموت من الخنقة إللي إحنا فيها.؟! .. ثم قلت:
تخيَّل أنا حاسس إن خصخصة الهوا جاية في السكة قريباً جداً، فهزَّ رأسه وقال:
فعلاً اتخنقنا، دي أنا كنت جاي أسألك على شغل، فقلت بجدية وأنا أكتم ضحكتي:
أنا عايزك تشتغل زيي هذه الأيام، لأني حاسس فعلاً إن الهوا بدأ يشح في شوارع المنطقة إللي ساكن فيها، شوف في منطقتك لسه فيها هوا زي الأول ولا بدأت عملية غلق الهواء شوية شوية، ثم قلت جاداً أكثر:
يا صديقي المحترم، اشتغل زيي، ثم لححت عليه قائلاً:
ثم عليك أيضاً أن تجرَّب مناخيرك يا باشا، شوفها شغالة ولَّا لأ.؟!، ضحك بجنون وقال:
والله هشوف، بس أسمح لي أسألك وما تزعلش:
هو إحنا كده نبقى عاقلين.؟!، قلت ضاحكاً بحزن:
وهو أنت عاقل أصلاً لما جيت تسألني عن شغل في الزمن الكوبيا ده.؟! قال بأسى:
يا ألف خسارة يا صديقي العزيز ، أنت تقريباً أتجننت خلاص، فقلت:
ما خلاص .. آآآآه .. لا شغل.. ولا حلم .. ولا حتى أكل وشرب زي الناس.. ثم قلت :
تقريباً اتجننت، وقريباً الخنقة، إيهههههههههههههههه .. ” بتاعة شعبولا” ..
فأخذ صديقي يضحك بجنون وهو يقول:
وأنا كمان أتجننت، أنا أتجننت، أنا أتجننت، إيهههههههههههههههه .
فقلت زاعقاً وضاحكاً:
ألحقوا: مجنوووووووووون .. مجنووووون .. مجنوووون..
فجري صديقي بعيداً عني .. هرباً مني.. والمفاجأة أن الكل جرى معاه.
فجريت أنا الناحية التانية وهات يا ضحك بجنون ………………..
فوجدت فريقاً من الناس يجري حولي ..
فاحترت .. ومش عارف حتى الآن هو أنا المجنون إللي الناس خايفة منه وبتجري.. ولَّا كلنا بقينا مجانين وبنهرب من بعضنا البعض.؟!
أرجوكم قولوا رأيكم .. ههههه .!