مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( وجع الاماكن الشاغرة )

0:00

الملل يصيب من يكرر الحديث مثلما يصيب من يسمع، لكن ان يظل مايستدعي الحديث قائما فذلك اكثر وجعا.
ادبيات اداره المنشأت تقتضي اول خطواتها وضع اهدافها ثم تحديد طريق الوصول اليها (التخطيط) عبر الشكل الهرمي لهياكل اداريه ووظيفيه تؤدي مكوناتها ادوارا محدده للوصول للهدف (التنظيم)، في خانات التسلسل الهرمي للهيكل الاداري تقع الوحدات التنظيمية حسب اي تسميه لتلك الوحدات (ادارات او عامه او ادارات اواقسام او وحدات)، وفي نفس تلك الخانات تقع خانات مسميات الوظائف(هيكل وظيفي) التي حسب مسئولياتها تاتي ادوار واعمال تنجز اهداف المنشأة. وعند فراغ الهياكل الوظيفيه من شاغليها تسقط ادوارها وبالتالي تسقط الهياكل الاداريه فتسقط الاهداف وتضيع المؤسسات وتصل لحاله فشل تنعكس علي كل المجتمع الذي تقع به المنشأه ان كانت عامه وتعود الخساره علي مالكها ان كانت خاصه وباثار تصل لمحيطه.
.. في ثلاث انشطه حيويه (التعليم _ الصحه _ الاوقاف) بخلاف المؤسسات المنتجه لاحظ الجميع ان عجزا واضحا في الموظفين أسقط جانبا كبيرا من خدمات التعليم والصحه ويتفاوت الاثر من مكان لاخر فلربما عامل مثل سن التقاعد ابقي موظفين في اماكن وافرغ اخري _هذا مع وجود سياسه عدم الاحلال _. وفي الانشطه الصناعيه وصل الامر بتآكل الوظائف الي وجود اداره عامه بها موظف منتدب للوظيفه يقوم باعمال من ساعي الي سكرتير لكاتب لاخصائي لمدير!!! في شكل لايمكن توصيفه
وفي الوحدات الانتاجيه تم الاستعانه للانجاز بنظام (عمال المقاوله واليوميه) الذي يقف علي معدات بملايين لينجز يوميه ١٠٠ جنيه لو وجد اعلي منها بجنيه واحد سيترك عمله ليسقط!! خاصه مع عدم وجود غطاء تإميني صحي او مالي يشجعه علي البقاء علاوه انه لايمكن تدريبه وتطوير ادائه .
الاثار المترتبه عن فراغ المدارس والمنشات العامه للصحه (مستشفي حكومي او وحده صحيه) تفوق باي حال اي تكلفه ماديه ناتجه عن التوظيف فيها، وفي المساجد تتطور التكلفه الي اثار اختطاف المساجد من غير مؤهلين او غير امناء عليها وبحاله تربص لاختطاف ادوارها وتوجيه روادها لاهداف تنعكس دينيا وسياسيا.
.. مؤخرا ومع تولي وزيرا جديدا لمهام التعليم وبدء حلحله بعض المعوقات وحذف غير اللازم او المهم اعلن عن اسماء ٣٠ الف معلم لسد جزء يسير من العجز مع اجراء اشك في جدواه الا كمسكن عاجل وهو الاستعانه بمعلمين متعاقدين بنظام (الحصه).
.. في الصحه هروب الاطباء الجدد من العمل بمناطق ريفيه او نائيه حرمها من الخدمه ومع تعقيد اجراءات التامين الشامل وترقيع نقص مقدمي الخدمه وانتظار الدور الذي لاينجز في حاله المرض والعكس المبهر ظهر في مبادره ١٠٠ مليون صحه التي انجزت انهاء حاله توطن فيرس (C) ذلك لتوفر اراده واداره الانجاز لها.
في مساجد القري لا يتم احلال الائمه والعمال الذين يتقاعدوا فتصبح خاويه من راع ويملئها غبار الترك ويصبح روادها نهبا لخدمات من يؤمهم. بدائل توفير مقابل سد الشاغر صعبه واكثر تكلفه تتمثل في تغول فظيع لمقدمي خدمات التعليم الخاص والخصوصي وعيادات الاطباء والمستشفيات الخاصه ومافيا الطب
اذا كانت الهيكله للوظائف تحت ضغط الظرف القله الماليه او تحت ضغط تكدس بعض جهات
الاداره والخدمات باعداد لانفع منها ان كان هذا يصلح لها فانه الهيكله القاسيه لاتصلح لانشطه تنتج خدمات تصنع وعي وصحه وتحافظ علي صحيح الدين لمجتمع او دوله وان كان النمط التوظيفي الدائم القديم الذي اورث بلاده ورتابه اداء قد عفي عليه الزمن فان انماط الاداره التعاقدية بصوابط تضمن التدقيق والجوده يمكن ان تؤدي الغرض وتقضي علي الاثار السيئه للوظيفه الميري.

زر الذهاب إلى الأعلى