مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (رُدَ قلبي.. وجع من قصه! )

0:00

فيلم رد قلبي للراحل المبدع يوسف السباعي الذي اغتالته يد غادره في قبرص ١٩٦٨ لموقفه من زياره الرئيس السادات للقدس علما بان من اغتالوه مازالت قضيتهم تطحنها اله نتنياهو حتي الان.
انتج الفيلم الذي يهاجم بضراوه الان عام ١٩٥٧ بقصه عم عبد الواحد العامل البسيط الذي يعمل بقصر الباشا ومكنته الدنيا من ان يتخرج ابن له من الكليه الحربيه والاخر من كليه الشرطه وكأن الدنيا بنظرهم قد أخطأت ليحدث هذا والخطيئه الكبري كيف ان عم عبد الواحد يتقدم ليطلب يد بنت الباشا لابنه ضابط الحربيه وقد جمعتها علاقه حب فيرفض الباشا.
الفيلم صُنف بانه رقم ١٣ في قائمه افضل ١٠٠ فيلم مصري.
والهجوم بابعاد تفوق منطق يسوقونه بانه من غير المعقول ان يفكر ابن الجنايني من الارتباط ببنت الباشا لاختلاف الطبقات وبانه نسي نفسه وتجاوز جبال شاهقه من الخطوط الحمراء يجب ان يتوقف عندها لكن الهجوم بابعاد اخري متضمنه الهجوم الخفي والمستنكر لان يكون احد ابناء البسطاء متعلما بالاساس وضابطا في اعتبار اخر، ويقع الهجوم ضمنيا علي ثوره يوليو بنتائجها التي تخص بند العداله الاجتماعيه والذي انعكس في التاميم والتمصير والاصلاح الزراعي واتاحه فرص التعليم والعلاج والعمل الحكومي لابناء طبقات كانت خارج حدود هوامش الهامش ومطحونه عظامها لدرجه التلاشي والفناء في خدمه طبقه لا تتجاوز ٥ بالمائه من اجمالي المجتمع تحتكر مقدمته السياسيه والماليه وتطفو فوق سطحه معتليه اعناق البسطاء.
الهجوم ان جاء من احفاد من طالتهم يد التاميم والاصلاح الزراعي قد يكون معقولا ان منبعه الم السلب بعد نعيم عطايا اغلبها مكرمات ملكيه للحاشيه وليست ارث صنعه عرق وكد عصاميون والموكد ان طعم الهبات الذ من طعم نتاج العمل والعرق لكن اظن ان اغلب من يهاجمون الثوره من خلال نقد الفيلم من ابناء طبقات نالت من فضل قرارات التاميم والاصلاح الزراعي بان تمكنوا مما يسترهم علي الاقل ويعفيهم من كد اجراء بلا مقابل او انهم ابناء فئات طفيليه اثرت بلا حدود لانهم كانوا خدم مباشرين لفئه كبار الملاك الاقطاعيين وتمكنوا من خلال شراء بلا ثمن او بثمن زهيد واجل لم يدفع وبعقود وهميه لاراض وعقارات حاول كبار الملاك تهريبها من طائله التاميم والاصلاح الزراعي فتملكوها في غفله الزمان، المهم انهم كانوا بوضع استفادوا منه انهم كانوا ينهلون بوفره وبسرقه كونهم كتاب الدائره وخوله العزب وحتي عمد القري وفي وضع يسمح لهم برغد فتات موائد الباشا، وربما هوجمت الثوره من خلال الهجوم علي الفيلم ممن ينتمون لجماعه سياسيه متسلقه وبغطاء ديني وقد تضرروا ان كشفت الثوره الاعيب تواطئهم ومداهنتهم للملك والحاشيه وحتي الانجليز ويظنون ان ثارهم عند جيش قام بثوره لانصاف شعب وتمكين ابنائه بان اتاحت تعليما وتوظيفا وعلاجا وتمكينا لابنائه وبعداله علي قدر ما استطاعت وخلق مناخا عاما خانقا لهم وهذا رغم انهم قد نهلت جموعهم مما نهل منه عموم الشعب.
مشكله الرأي في مصر انه خاضع بجداره للمنفعه فأي نظام استرزق منه او امر لاعلي من خلاله هو نظام مثالي واي نظام يضعني في وضعي ووزني الحقيقي ويعاملني مثل الناس هو نظام جائر فاشل هذا يمكن ان يقع في دائره افكار البراجماتيه او الميكيافيليه لكن اظن انا اغرب تصرف المنفعه عندنا لاينتبه او لايعرف هذه الافكار ولا مرجعياتها، ان راينا تقوده المنفعه المجرده لذا يتسم راينا بالتلون لصالح ماينفعنا وهذا الا مارحم ربي وعليه فان الهجوم علي ثورة ٢٣ يوليو لم يكن الا لانقطاع منافع كانت قبلها ولو استمرت معها لكانت برأي المهاجمين ثوره عظيمه.
وستبقي ٢٣ يوليو ذكري ليوم فاصل في حياه مصر حررها واسترد مالها وحكمها من براثن حكم اجنبي استمر من نهايه عصر الاسرات وحتي قيام الثوره.

زر الذهاب إلى الأعلى