مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (حارس البوابه مات!!)

0:00

هل تتخيل كم ماتتعرض له من مواد مكتوبه او مصوره اومسموعه تُصب رغما عنك في راسك عبر شاشات الهاتف او التلفاز تبثها الاف الصفحات التي اغلبها شخصيه وعشرات القنوات الخاصه والعامه، وضع ملكيه صانعوا الرسائل هو الصانع لفوضي اذ ان ملكيه الهواه الخاصه لمنصه يبثون منها كلامهم وافكارهم وصورهم يجعلهم بمنأي عن المسئوليه الشخصيه والقانونيه عما يبثون وذلك لتعفف الناس او استصغارهم ان يلاحقوا ناشر علي فيسبوك وأخواتها قضائيا واخر رد الفعل وصلات تصل لل (ردح) او حذف او حظر وتنتهي بانتهاء دوره البث حسب خوارزميات يحددها نظام المنصه وحتما لاينتهي تأثيرها الذي يعلق بالدماغ ويؤثر فيها وربما يوجهها،كما ان القنوات والصحف المملوكة لدول او لجهات كبيره والتي كانت مثالا للمهنيه تحولت لان تبث علي السوشيال ميديا كي تجد لها مكانا قبل الاندثار الكامل للبث والمتابعه التليفزيونيه وماينسحب علي الافراد في فوضي البث وعدم مسئوليته يكاد ينسحب عليها.
ماسبق ان كان المتعرض للميديا يهدف للتسليه وتمضيه الوقت فقد يمر مع قدر كبير من الوعي والحذر واعتباره ان مايراه هراء وعبث_هذا _ مع الفرض المستحيل لسلامه نيه المصدر من وراء بثه ولان الفرض الاخر هو الغالب والارجح حيث ان المصدر يبحث عن ضالته في احداث تاثير علي المتلقِ باحثا وراء استقطابه فكريا وتوجيهه عقليا وتشكيل تصرفه من خلال منظومات ممنهجه ولجهات تقصد صناعه التاثير عبر البث مع ان موجاتهم يركبها اختياريا افراد قد لاينتمون لهم ولكنهم ينضمون الي قطيع البث من منطق (انا ابث اذا انا موجود) وهذا ربما يقصده من يعمل علي هذا من جهات او موسسات او حتي دول، و تتفاوت صناعه المحتوي من الاسفاف الي الاتقان الذي يصعب تمييزه في اطار سياسه اعلام تطبق (اعطه ماتريد في صوره مايحب) مع استمرار في البث دون ملل ، ويتمثلون من فود بلوجر ل اباحي بلوجر لاغاني بلوجر ل سياسي واقتصادي وديني بلوجر او يوتيوبر او مدون.
ماسبق عما تبثه الاله (هاتف او تليفزيون) يضاف اليه مايصل لاذن المتلقي في وسائل النقل الجماعي وعبر جلسات السمر ومحادثات الهاتف وفي طوابير الانتظار وحتي عند الحلاق مع اضافه مزيد من التفسير الشخصي عبر هوي ناقل الخبر او فهمه،
كل هذا يضع الجميع تحت وطأه عصف الكلام الشارد والخبر المزيف والمضلل والرأي الموجه.
.. في ادبيات الاتصال كان هناك مايسمي ب
(حارس البوابه)
وهو من يقوم بفلتره وحجب مايصدر عن المتصل من محتوي كاذب او مخل او مضلل او ضار.. وفقا لمعايير يحددها هو او المجتمع ويتراوح الحارس من ضمير مهني او شخصي الي قيم مفروضه مجتمعيه او خلقيه ونظرا لغياب الضمير المهني في الاعلام والضمير الخلقي والشخصي لدي الناس ناقلوا الاخبار وصانعوها ، وكان ممثل حارس البوابه الشخصي هو الرقيب في الصحافه والسينما او علي كل المصنفات الفنيه كشخص يمنع او يبيح وفق معايير المفترض سلامتها لكن تتلفها فروض الملكيه او السياسه، لكن علي السوشيال ميديا لهم معايير لحراسه بوابتهم يسمونها (معايير مجتمعنا) وهي مفصله علي ضلال مطلق لايمنع غث البث ولكن يمنع مخالف الرأي او العقيده.
هذا الحارس الان وفق اي مقياس مات وانتهي واصبح ذكري لن تعود..
وعليه فإن مسؤوليتنا ان نؤمن عقولنا ووعيينا ذاتيا.. حتي لا توجهنا مواد اصبح كلها مغرض وننساق كالقطيع.

زر الذهاب إلى الأعلى