مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (بلا زيف.. وعي انيق لبائع البطاطا!!)

.. كلنا هُو او سائق التاكسي والميكروباص والخضري والعامل او الاجير او الفلاح وصغار الموظفين او المتجمعين بمعاولهم في سوق (الرجاله) واغلب راكبي المترو او المترجلين وان اعطت الدنيا مهنه او مظهرا لامعا لغيرهم فهم ابناؤهم او احفادهم علي الاكثر.
فئات بسطاء الناس الكادحين لاجل معيشتهم والمنكفئين علي حالهم وهمهم والمنصهره وجوههم بصهد الشمس والمتجمده اعضائهم بقرصه البرد _هؤلاء _ هم السواد الاعظم لسكان هذا البلد، متدينون بالفطره ويمقتون التشدد واهله وسياستهم، هم وطنيون لحد التعصب ويقينهم انهم بلا جدران وطن يصيرون الي العدم.
بلا ايديولوجيه او عبارات منمقه ومصطلحات معقده لم يحضروا ندوات معلنه او لقاءات سريه ولم ينضموا لتنظيمات او تنسيقيات او جماعات تفرغ في عقولهم حشوا حسب هواها وفكر من يديرها ومولها، فحاله العقل العام للسواد الاعظم منا بنيت علي مشاهده الكون وتحليل الاحداث بطريقه بسيطه تعتمد علي علاقه الاسباب الواضحه والمعلنه والمذاعه بالنتائج التي تحدث علي الارض دون الخوض في ادعاء المعرفه او فرض تخمين ودون استناد الي اقوال الثرثره وحاله فوضي الكلام عبر الميديا وربما استنادا لخبرات قديمه استمدوها من الاخبار المذاعه سابقا في وسائل قديمه قليله مثل نشره التاسعه المتلفزه او الخامسه المذاعه، خبراتهم عن العالم صنعها تعليم جيد ولو قليل اتيح لبعضهم فصنع عقلا جيدا صبورا علي الفهم حتي يتقنه عازفا عن الخوض في غث الكلام ومعه انصات جيد حكاها من قبلهم وربما من ترحالهم في ربوع وطنهم فخبروا موارده وجغرافيته وحكايات احتلاله وتحرره وحربه وسلامه وعرفوا الجار واهل الجوار غنيهم وبائسهم ومحتلهم وغاصبهم ومن كافح منهم لوطنه وتحرر ومن تاجر به ومازال محتلا يئن،خبرتهم تكرس حساسيه بكراهيه للغرب كله وتتوجس ولا تطمئن كليا للشرق روسيا او الصين، وفي الاقتصاد يدركون قانون العرض والطلب دون ان يعرفوا اسمه وان الانتاج الوفير ضمانه لسعر مناسب وان من لاينتج قوته تضيع قراراته وارادته وربما حريته ويؤمنون بان (السلف تلف والرد خسارة) واغلبهم لايعرف اشتراطات صندوق النقد ولا تصنيفات ستاندرد اند بورز ولا فيتش ويدرك البسطاء ان الرخاء وفره دون معرفه بدلالات الوان مؤشر البورصه.
خلافهم السياسي يكون مع السياسات دون الاشخاص فلا يعرفون فكر الاغتيال والغدر السياسي وتتلاشي الخلافات كليا عندما يكون وطنهم علي المحك فهو فوق الراي والاشخاص.
هؤلاء هم الكتله الصامده التي تقيم خيمه الوطن بلا مَن ولا انتظار ثناء وبلا تبرم من ضيق عيش وغلاء وربما لايحملون غلا لمن سرق فرصهم ويعتبرونه لهم رزقا او وزرا.
في المقابل منهم فئه الثرثارون المناضلون بكلام انيق غير عميق يمدحون مايجنون من ورائه كسبا او بريقا اغلبهم بوعي لحظي هش وانتماء ضحل متعدد لاي وضع يحقق لهم حضور ولو زائف اغلب منشوراتهم تحمل عبارات ككلام المقاهي والشلل بعينه (جهز فنجان قهوتك… اشرب الشاي بالعناع علشان كلام مهم جاي… واللي مش فاهم يطلع من هنا) ويغلب علي كلامهم التشدق والتعالي .
يمضي هؤلاء كل يوم الي نهايه ويبقي البسطاء.

زر الذهاب إلى الأعلى