صفوت عباس يكتب: المستريح خلع؟.. لا.. اصبح 4G!

هكذا غني الشباب الاسواني في حفلات الكف ربما ليعبروا عن حاله سخريه وشماته في ضحايا المستريحين الذين انتشروا العام الماضي بالمحافظه او ربما كانوا هم من ضمن الضحايا فأرادوا التسريه عن انفسهم في غناء مبهج مضحك مبكي وكانت كلمات الاغنيه الراقصه تقول في مطلعها “دلع عيني دلع.. المستريح خلع”
ويقصدون ب (خلع) حسب الدارج عندهم اي هرب بعد ان باع الوهم واحلام الثراء السريع في اطار عمليات بيع وشراء تشبه المقامره التي تكسب في كل مره اضعاف راس المال والمكسب من العمليه يعود ليضخ فيها من جديد بعوائد فلكيه، وفجأة خلع المستريح فارا بتلال من اموال ضحاياه وثمن ابقارهم و سياراتهم والكاش الذي قدمه البعض عن طيب خاطر له واحلامه تعانق السحاب الذي سيحلق فوقه عندما يستلم عوائد اللعبه.
تنوع المستريحين بين مستريح بقر ومستريح سيارات ومستريح كاش مع توحد فكرتهم وزمن دوره راس المال فعند من يتعامل بالبقر والسيارات وزبائنهم كانوا يقدمون بضاعه يسعرها لهم بضعف او ضعفي ثمنها ويتسلمون ايصالا شفويا او ورقيا يحدد العائد بعد (٢١) يوم وسموها (الوِعْده) بكسر الواو وفي البدايه صدق المستريح لمده شهرين تقريبا مما زاد معه سيلان لعاب المتعاملين معه فعاودوا الكره وجذبوا متعاملين جدد للعلب مع المستريحن _بعض من يملك وساطه عند المستريح او برشوه معاونيه كان يقبض عوائده في ساعات _، بعض المتعاملين كانوا يشترون نفس بضاعتهم من باب اخر من الحظيره بثمن بخس ليعيده من باب الدخول باضعاف السعر وللحصول علي سعر عال عند البيع وبخس في الشراء كان الزبون يرشو المثمنين، اخر المستريحين العام الماضي كان مستريح الدواء صاحب سلسله صيدليات شهيره اسمها عباره عن ٥ اعداد كان يشتري الدواء بالاجل من شركات الدواء ويبيعه للصيدليات كاش بسعر بخس (محروق) وهرب بالكاش وترك شركات الدواء مع سراب ديونها لديه وبعد ان اطلق مقولته الشهيره “من لم يغْتني حتي يبلغ ٣٠ عام لن يغتني ابدا”

زبائن المستريحين لم يكونوا فقط من فقراء يحلمون بالثراء بضاعتهم بقره او قرض لكن كان معهم سماسره جمعوا ماعند غيرهم ومعهم اثرياء ضخوا فيما يقول الناس ملايين ومن فئات يفترض انها بعقل واع كاطباء وصيادله ومتعلمين اخرين وربما قاده رأي واخرين اغنياء صدفه او ميراث حلموا جميعا بتلال البنكنوت او جباله

روج المستريحين لانفسهم بعطايا لفقراء من لحوم ونقود وشعارات بانهم مسخرين من اولياء الله لخدمه الناس وظهروا عبر فيديوهات وبث مباشر في هيئه دراويش يحملون مسابح وليال ذكر وهلل الناس يعددون افضال ومناقب وكرم المستريحين وروج لهم ايضا اعلاميو البث المباشر علي فيسبوك ومستريح الدواء استضافه اعلامي شهير في قناه شهيره.
وفجأة طال امد الوعد فتجمع الاف الضحايا بمقار المستريحين وانقشع ضباب الوهم لتشتعل حرائق وتحدث سرقات ويتدخل الامن ويختفي المستريحين واعوانهم وتم القبض عليهم بعدها ووضعت مقارهم تحت الحراسه وتوجه الضحايا للشرطه ليقدموا بلاغات بقيمه مفقوداتهم وكان بينهم من لم يقدم شيئ للمستريح لكن تقدم ببلاغ ضده يدعي فيه عليه مالا وتقاعس بعض الضحايا عن الشكوي خوفا من افتضاح امرهم واتقاءا لالسنه الخلق التي ستقول انهم في نعمه لاتحتاج لهذه المقامره.

… من يعي ادرك ان المستريح كان يبيع الوهم من اول وهله وان علق احد الفاهمين بامور الناس ان من نجا من المستريح قد نجا بلطف الله وليس لفطنه عنده.
ومن ايام حكمت المحكمه الاقتصاديه بقنا علي المستريحين باحكام بالسجن تتراوح بين ١٠ و ١٥ سنه وغرامات بين ٢٠ و ٥٠ مليون جنيه لتخلع معها احلام الثراء كما خلع المستريح، ((الطريف)) ان كل المستريحين عندما وقعوا بكوا وقالوا انهم ضحايا _انضحك عليهم _!! ؟

… ظاهره المستريحين قديمه ولم تنته بعد لكنها تتكرر في اماكن اخري وأشكال كثيره آخرها حدثت بعد كتابه هذا المقال حيث ظهر مستريح “هوج بول” الذي استنزف زبائنه اليكترونيا وبآليه مشابهه لطرق مستريح البقر ….

.. العبره من الحديث عن ظاهره المستريح ليس تذكرا لحدث مقيت لكن للتذكر ان فكره احراز المال والشغف والوله به طبيعه بشريه فتحولهم اما لذئاب تنهش او نعاج تستباح لفرط شغفها بالمال.