صفوت عباس يكتب : ( الفأر قرض الحديد )
.. عندما يصل الوعي العام الي التطابق مع حكايا الموروث الشعبي دون الفطنه الي الاسقاط والعبر التي تحويها فعلي هذا الوعي ان يصحح نفسه والاجدر ان يصححه من بقي من افراده مستنيرا او غير منجرفا في فهم القطيع الخاطئ.
.. يحكي ان فقيرا في جلسه سمر قال ان الفأر قرض قطعه خشب فنهره الناس بان ماقال مستحيل، ودارت الايام ليصبح الفقير عمده فقال بجلسه حضرها من قال لهم عن الفأر والخشب ليختبرهم (ان الفأر قرض قضيب من حديد) فهللوا بانه ممكن ويجوز!، الحكايه تضج بعبر السخريه من حاله النفاق المجتمعي وتسطيح الفكر.
نفس مادار في الموروث الشعبي عن الفأر يدور الان متخطيا جلسات السمر محمولا عبر بيانات الاتصال او اشاره الواي فاي لكن هذه المره عن الاقتصاد والاسعار والدولار وسلاسل الامداد وعجز المتاح من العملات الاجنبيه مقابل الطلب عليها ويزكي جدل الناس تضارب الاراء التي تبثها المنشورات والتغريدات او مقاطع الفيديو القصيره علي الميديا المحموله
اغرب الاراء عن اراء الاخرين من بسطاء الناس غير المشهورين انها (هبد) ربما يقصدوا به كذب او افتاء بدون علم في حين هلل الناس لراي احد الاغنياء المشهورين (ن. سا) عندما اقترح لحل مشكله الدولار ان يكون سعر البنك اعلي من سعر السوق السوداء فتجذب البنوك بذلك مايذهب لتجار العمله ويتوفر رصيد دولاري، واستحسان رايه فقط لانه غنييييي مفرط وكأن الامر يجوز بلا رجوع للجنه السياسات النقديه بالبنك المركزي ودون العلم بتلافيف واسرار صناعه المضاربه علي الدولار وخبايا سوقها ومن يحركها ومن يدعمها ويوجهها بالداخل او الخارج وكان الامر الرسمي يجب ان يتحول الي مضاربه مقابل مضاربه لحد يجعل الموضوع كمفهوم اداره سوق الاغنام والبقر الذي ينعقد ثم ينفض في ساعات وليس حاضر ومستقبل دوله، ولقد تواري الرأي ومؤيديه عندما فقدت العمله الاجنبيه في السوق الموازي جانبا تجاوز ربع قيمتها وكانه ايضا مسموح لمن يملك ان يري ويقرر ونستحسن رايه لمجرد انه غني، وفي المقابل ربما اهمل الناس اراء خبراء افنوا عمرهم في دراسه السوق والتمويل والماليه العامه وميزان المدفوعات وسبروا اغوار الاقتصاد بعلمهم لكنهم ليسوا اغنياء او مشهورين
ولايملكون مايصرفونه علي رايهم ليصدق المثل (اللي معاه كذب يصرف عليه)
العرض المطول السابق منشأه ان ليس لدينا صناع الوعي من تعليم مؤسس للفهم واعلام رسمي علي قدر الاحداث الهامه والمؤثره والمربكه لعموم المجتمع لارتباطها بارتباطه بالحياه عن طريق طعامه ودوائه وموارده والتي تشكل امن وطنه، وعليه اصبحنا بعقل فارغه تنتهك بلا رحمه من اعلام خاص موجه او اعلام السوشيال ميديا الذي نسفه فيه اراء بعضنا البعض ونعتبرها وان كانت صحيحه في حكم (الهبد).
غياب الاعلام الرسمي المقنع والمعبر عن الواقع بداء مع الغاء وزاره الاعلام المفترض ان من يقودها يملك الحس السياسي الذي سينتج ماده اعلاميه من مؤسساته تعبر عن الواقع بشفافيه تزيل اللغط حتي لو كان الواقع صلبا والاشد من صلابته حاله ارتباك تسببها تعدد المصادر عن الواقع والتي تقدمه بتفاهه وتسطيح قاتل.