صفوت عباس يكتب: (السودان في رقبه المدنيين.. وطريقه الي محاصصه!! )
ان يصعد حميدتي الي قمه السلطه في السودان الانتقالي فهذا ليس مِنه من احد عليه وكما يقول اهل الشارع عندنا (وضعه يسمح له) فهو يقود قوه عسكريه بقوام عددي ومادي كبير وحاضنه جهويه وقبليه اتي وصعد منها وفرض نفسه علي البشير. بدوره في دار فور وعلي مابعد البشير بانقلابه علي البشير ولحاقه بقطار مااسموه ثوره في اخر نفس لكنه اوجد لنفسه ولدعمه السريع مكانا في القياده وفي الانشقاق .
المكون العسكري كما يسميه المدنيين في السودان عندما انقسم انقسم الي اثنين فقط(قوات الجيش وقوات الدعم السريع) هذا بخلاف اقسام غير مندمجه معهم وغير مؤثر كقوات جبهه تحرير السودان او قوات قبائل او ميلشيات احزاب غير مؤثره في المشهد الان..
.. تري لو انقسم المكون المدني _كما يروق للسودانيين ايضا تسميته _ لو انقسم فكيف سيكون؟!
المدنيين في السودان مقسمين بلا حد ولا عد الي اقسام من يعد اخرها ينسي اولها وان كان المصنفون للسودانيين يحبذون تقسيمهم الي ( مكون قبلي.. مكون سياسي.. مكون عرقي.. مكون جهوي)
القبائل في السودان متعدده بصوره كبيره وتنبثق من كل اسم كبير اسماء كثيره والاشهر قبائل ( جعلي.. حمر.. نوير.. دينكا.. بقاره.. حرب كبابيش.. كوش.. نوير.. رزيقات.. مسيريه.. رشايده…. الخ) هؤلاء اتوا من اصول عربيه او افريقيه تدخلنا في متاهه اخري من النسيان،
والمكون الجهوي في السودان يتفرع الي الشرق في ولايه البحر الاحمر بقبائل البجا وفي الشمال يتواجد قبائل كوش النوبيين وفي الغرب بدار فور يتواجد الرزيقات وقبائل من عرب تشاد وفي المناطق تداخلات وتشابك عرقي وتداخل في المناطق تفرضها الظروف.
.. الاغرب في السودان التصنيف السياسي حيث احزاب بعدد وفير وتوجهات تتعدد من عروبي قومي الي اسلامي اخواني او صوفي الي ليبرالي الي شيوعي انبثقت منها احزاب لاحصر والاقرب حزب المؤتمر الذي انقسم الي مؤتمر وطني بقياده البشير ومؤتمر شعبي بقياده الترابي وقس علي ذلك انقسامات حزبيه تولدت منها عشرات الاحزاب.
.. اشهر التقسيمات التي اسفرت عن مابعد البشير هي قوي الحريه والتغيير والتي انقسمت لمجلس ثوري ومجلس مركزي علاوه علي تجمع مهنيين..
اذن فالسودانيين يجيديون الانقسام ويدمنوه وعليه كل هذه التقسيمات المدنيه عندها القبيله او الاقليم او الحزب فوق الدوله .
المكون المدني السوداني فيما بعد البشير اهدر وعلي مدار ٤ سنوات فرصه الاتفاق وكرس بشده لعمليه فرقه شديده اضاعت كل المحاولات لانهاء الفتره الانتقاليه والتحول الي حياه مدنيه ديمقراطيه وذلك لفرط حرصهم علي انصبه وافره لانتماءاتهم في مجلس السياده او في حكومات تهيئ الجو لانتخابات برلمانيه ورئاسيه اشهرها حكومه حمدوك الذي استقدموه حاملا معه خبرات كبيره في مجاله مع نوايا برهن عنها بتحركات لانجاز سلام ولم شمل ويدعمه ان بلا خلاف عليه وبقبول وترحيب من الجميع لكنه افضي الي لاشيء الامر الذي جدد مجالس التفاوض الممتده التي تسفر عن تعقيدات اكثر مما تؤدي الي حلول وعلي اثرها تحدث بعض المظاهرات والمسيرات التي يبدو انها اصبحت عاده سودان مابعد البشير.
قد يكون انقسام المسلحين بالسودان محمولا علي انقسام المدنيين وان كل فريق عسكري لابد وان يكون مدعوما بقدر وافر من مدنيين او بقدر من دعم اطراف اقليميه او دوليه كانت وتنوي ان تستغل جنود وذهب الدعم السريع او تحبذ بقاء سودان واحد بجيش واحد قوي
واخر الخلافات التي افضت للحرب الاخيره هي فتره دمج قوات الدعم السريع في الجيش وعلي الاحتفاظ برتبهم الضخمه التي بلا اساس مهني او تعليمي عسكري في الاتفاق الاطاري الذي اوشك ان يكون.
المدنيين السودانيين كرسوا انقسامهم الذي ادي الي ان لايكون سودان واحد والي خلاف عسكري لم يعره العالم اكثر من دعوات لضبط النفس والتعبير عن القلق وربما يتواجد علي الارض دعم اعلامي ومادي لقوي اقليميه
االتطور المنتظر حيال ردود الافعال الدوليه شبه البليده تجاه السودان قد تفضي لقوات امم متحده لحفظ السلام لحين انجاز شكل يحكم قد يكون بمحاصصه قد يفضي الي تقسيم علي اي اعتبار الاسواء فيه لو كان جهوي لانه سيؤدي الي اكثر من سودان وهذا مالا نتمني..