صفوت عباس يكتب : ( اضغاث امنيات.. حكومة للبند (٢٠) !!؟)

.. هل يمكن ان نتخيل اداء الحكومه بعيدا عن كونها شكلا سياسيا ونذهب بها الي انها مقدم خدمات ومديرا لنظام عام،! لو امكن هذا سنضع الحكومه قيد الاشتراطات الحاكمه للعمل الاداري والمحدده لمساره والتي تقيمه وتصحح أخطائه وتعيده الي المسار الصحيح وتكرس لضمان جودته مع عدم اغفال البيئه السياسيه والاقتصاديه العامه التي يعمل خلالها ويؤدي خدماته لسكانها ويسعي الي تحسين جوده حياتهم وتطويرها وتنميتها.
وفي اطار الاداره العلميه يمكن ان ندرك لنتجاوز مدخلات النظام الذي يدار ان كانت قاصره او ضئيله لاتفي بمتطلبات جموع المستفيدين ويمكن ان تتجاوز العوار في نظم التشغيل واداره المدخلات لصنع مخرجات جيده ويتمثل هذا العوار في ضعف وبلاده او فساد او قصور في تأهيل الكوادر التي تعمل في المنظومه ويتم ذلك من خلال وظائف الاداره المحددة بادبياتها والمتمثله في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابه.
نظم اداره الجوده التي تضع محددات موثقه للعمل ايا كان وتراقب التنفيذ خطوه خطوه بما يضمن جوده المنتج ايا كان وفقا لتطبيق للموثق من اجراءات العمل والتنفيذ والتي تكون مجربه لصمان جودتها.
البند (٢٠) من مواصفه Iso اصدار ٢٠١٥ هو الاجراءات التصحيحيه بمعني إجراء الأفعال التصحيحية والوقائيه والتحسين وتلافي الحيود المسبب لعدم جوده المنتج او الخدمه.
في حال الاداره الحكوميه لايمكن البدء من صفر لان الحكومات تاتي لتحمل ارث من قبلها وياتي تفعيل اجراءات الجوده بحقنها بالتدريج عبر طرق عمل لتحقيق الاهداف التي تقع علي عاتق الوزارات ويسهل الامر ان المشكلات في التطبيق تكون ظاهره ومحل حديث الناس سواء بالرضاء القليل او السخط منها وهنا تجد الاجراءات التصحيحيه مجالا وماده لعملها حيث تسعي للحيلوله دون وقوع اسباب تحقق عدم الرضا من جوده الخدمات الحكوميه او غيابها، وفي الحاله المصريه بدا واضحا من حديث الناس حاله عدم رضا عن:
.. التضخم والاسعار واداره السوق وتنظيم الاسعار وحيالها يجب ان يكون الفهم العام متوفرا للوضع الكوني او لقصور الموارد لكن هذا الفهم يستهجن الاحتكار الذي يشعل السوق ويخنقه وهو امر هين لو تدخلت الاداره الحكوميه بصرامه للقضاء عليه عبر اليات قانونيه تضمن عدم وجوده وتداخله ليشكل تضخما فوق التضخم، ولايستسيغ انفلات الاسواق بلا رقابه تضمن السعر العادل وليس الفاحش لاطراف السوق.
.. اختلال ميزان المدفوعات لصالح الاستيراد بما يشكل حاجه ماسه للنقد الاجنبي ويمكن ان يكون اجراء تصحيحه الاولي بمنع استيراد غير الضروري (سيارات_ سلع كماليه_ اكسسوارات) والتي يقال انها تشكل حجما كبيرا في فاتوره الاستهلاك مع تعظيم قيمه الصادرات بتصنيعها.
.. الاستثمار المباشر يضمن عدم وقوع السوق المالي تحت رحمه انفلات الاموال الساخنه ويوفر معينا قويا كمورد للنقد وصانع لفرص تشغيل وقيم مضافه وموارد ضريبيه وتحريكا للنشاط الاقتصادي العام وكابحا للاستيراد.
.. في التعليم وهو النشاط القائد والصانع للوعي والتنميه يكون التصحيح باعاده المدرسه لدورها القديم بانضباطها وجوده عمل معلميها ومناهجها ودحض فكره ان تكون بصريات التكنولوجيا بديلا للمعلم _هي يمكن ان تكون مساعدا وليس بديلا عنه _. الاداره في التعليم الخاص الجيد وليس الشعبي منه تحقق منتجا مقبولا وهي صحيح مكلفه لكن لو تم تطبيق نظام مدرسي يغني عن الدروس الخصوصيه فان زياده المصروفات المدرسيه سيكون اقل مما يتحمله الناس للدروس الخصوصيه التي بدات فوائدها تقل واصبحت في مقام شر لابد منه.
.. في الصحه منظومه التامين الصحي الشامل لو طبقت جيدا دون شكليات تعقيد اداري يمكن ان تؤدي خدمه معقوله يمولها الناس بشرط الا يذهب ايرادها للاجور دون خدمه او بخدمه تعادل نظام المستشفيات خارج المنظومه وهي صفر.
.. التشغيل والبطاله لو وضعت اجراءات حمايه قانونيه وتامينيه للعامل باي نشاط خاص سيضمن تحول الناس عن عشق العمل الحكومي الذي تلاشت فرصه الان.
.. في مجال الشباب والثقافه مصر تملك بنيه اساسيه ممثله في مراكز الشباب وقصور الثقافه لو تم استغلالها ستكون منارات للثقافه تضمن عدم انجراف الشباب في قطعان الفكر الظلامي بشرط ان تكون باداره صاحبه رساله وليس اداره موظفين مهمتهم التوقيع او توكيل من يثبت لهم، وبشرط الانفاق فمردود تفعيلها يستحق من باب الوقايه خير من العلاج.
.. فكره التمكين للناس تضمن اكتفائهم بما يعملون وينتجون عبر تدبير مشاريع انتاجيه تقسط تكلفتها ويكون عائدها لصاحبها مغنيا له ماليا ومعفيا للحكومه من كفالته ويمكن ان تكون عاملا للتوظيف وموردا للخزانه.
الحلول ممكنه لو وجدت اراده لها حتي لو كانت الظروف الماليه قليله وبمبداء العافيه درجات.
وضمان تتفيذ الاشراف والتدقيق كمثال في التعليم يمكن ان يتم علي مستوي داخلي وقديما كان ناظر المدرسه هو المدقق لكل امر والموجه هو المدقق الخارجي ولم تغن عنهما جحافل المتابعين بالادارات والمديريات.. وعموما جهات تدقيق نظم الجوده تعمل كمعلما ومدربا ومراجعا كفء ويمكن تطبيقها بشكل او باخر.