صدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 41 من مجلة “القوافي” الشهرية؛ التي تُعنى بالشعر الفصيح قصيدةً ونقداً وذاكرة، وإضاءة على التجارب الشعرية المهمة.
وكانت افتتاحية العدد تحت عنوان ” الشارقة للشعر العربي.. تاريخٌ حافلٌ بالعطاء” وجاء فيها: “وجد الشعر لدى الحكام، عبر العصور، عناية ورعاية، وكان ولا يزال للشعراء مكانتهم في بلاط الحكام. ولم يغب هذا الاهتمام في عصرنا الحديث، بل توهّج وملأ كيان المنطقة العربية وما حولها، فامتد إلى كل البقاع التي تتمثل الشعر العربي.
وتمثل الشارقة أوج هذا الاهتمام، فالشعر يحظى بمحبة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه، حيث أولي إهتناما كبررا لرعاية مسيرة الشعر العربي الحديث والتجارب الفريدة للشعراء كافة”. وكما تعوّدنا في بداية كل عامٍ،
تتوّج الشارقة فعالياتها الشعرية، بمهرجان «الشارقة للشعر العربي» الذي يعدّ عرساً شعريّاً، وحدثاً مهماً في الشعرية العربية؛ فحضور سموّ حاكم الشارقة للمهرجان يعطيه قيمة عالية، تؤكد رسوخه عبر التاريخ، «والقوافي» في عددها هذا تحتفي بالمهرجان وتفتح له مساحة من الذاكرة والتوثيق، وتستعيد تجليات الشعراء في دوراته السابقة، وتضيء على دورة هذا العام..” أما إطلالة العدد فكانت تحت عنوان: “تكريم الشعراء .. وسام شرف للإجادة والنبوغ”، وكتبها الشاعر عبد الرزاق الربيعي.
وفي باب “مسارات” كتبت الشاعرة الدكتورة حنين عمر عن إشراق مهرجان الشارقة للشعر العربي من جديد، تحت عنوان: “الشارقة للشّعر العربي”.. منبر التوهّج والإبداع” وتضمن العدد حوارا مع الشاعر السعودي حسن الزهراني، وحاورته الشاعرة الإعلامية منى حسن. واستطلع أحمد الصويري آراء الشعراء والنقاد حول: “شهرة الشاعر، هل تحد من موضوعية النقد وتوجهاته” وفي باب “مدن القصيدة” كتب الشاعر عمر الراجي عن “شنقيط… منارة الحسن البديع في موريتانيا”. وتضمن باب “أجنحة” حوارا مع الشاعر محمود عقاب، وحاوره أحمد اللاوندي. وتنوعت فقرات “أصداء المعاني” بين حدث وقصيدة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار.
وفي باب “مقال” كتب الشاعر حسن المطروشي عن “الحقيقة الغائبة في الشعر العماني”. وكتب الدكتور أحمد الحريشي في “باب “عصور” عن الشاعر الأعمى التطيلي. في باب “نقد” ، رصدت الشاعرة أسيل سقلاوي دلالات : ” الحقل عند الشعراء”، كما كتب عيسى الصيادي عن ” المسك لدى الشعراء”.
وفي باب “تأويلات” قرأ الدكتور رشيد الإدريسي قصيدة “وجها لوجه” للشاعر سلطان السبهان، كما قرأ الدكتور الباشا برشم قصيدة “المزهرية” للشاعر محمد عريج. أما في باب “استراحة الكتب” فقد تناول الدكتور محمد صلاح زيد ديوان “الباحث عن إرم” للشاعر عبدالله الهدية.
وفي باب ” الجانب الآخر، أضاء الدكتور أحمد الشحوري حول الشعراء المسرحيين، تحت عنوان ” مسرحيون، فتنوا بأولوية الصورة وحركة الخيال”. وضم العدد باقة فوَّاحة، مختارة بعناية من بساتين القصائد، تنوعت أفكارها ومواضيعها. واختتم العدد بحديث الشعر لمدير بيت الشعر بالشارقة الشاعر محمد عبدالله البريكي تحت عنوان: ” الكرم الشعري في عرس الشارقة “، وجاء فيه : قاعة الاحتفال جاهزة لاستقبال الشّعراء.. والأمكنة التي أحبّها الشاعر تتسابق لاستكمال المسيرة التي بدأتها شارقة الحلم والمستحيل، واللقطة التي ننتظرها جميعاً في انتظار التصوير، لأنّ كل الممكنات تلتصق بالأفكار الصافية، فها هنا بقعة ضوء كبيرة، وذاكرة تتسع لكل الشّعراء، ومحطة يتخففون فيها من أعباء كثيرة، فالفرح الأكبر أن يستقبل الشاعر شاعراً آخر معلّقاً على لحظة الحلم، يمضي في فصل آخر من فصول الشّعر الأكثر جمالاً.
إنّها السعادة التي لا يخدشها شيء، ولا تتراسل إلّا بالمحبة؛ فالشاعر يدرك أن حياة أخرى مع كل دورة من دورات مهرجان الشارقة للشعر العربي هي دورة لاستعادة الزمن الشّعري المفقود”.