مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : زمن البلوجر واليوتيوبر

 

أصدقائي وقرائي الأعزاء تابعت على مدى مايقرب من سنتين الحال والأحوال في عالم الفيس بوك وإخوته من تطبيقات أخرى وحزنت حزنا شديدا على ماوصلت إليه صاحبة الجلالة من تدهور وغياب عن المشهد فلم يعد أحد من رواد الفيس يهتم بشراء جورنال أو صحيفة كما كان يحدث في زماننا كنا ننتظر الجورنال إلى أن يصل إلى محطة القطار ومن ثٓم إلى بائع الصحف الذي كنا نقف أمامه بالطابور لأخذ نسخة من (الجورنال) أو الصحيفة أو المجلة التي نفضلها قبل أن تنفذ الكمية؟!

أيام أن كانت لاتوجد إلا كلية الإعلام جامعة القاهرة وقسم الصحافة بكلية آداب سوهاج جامعة أسيوط فقط لاغير على مستوى الجمهورية لتدريس الصحافة قبل أن تنتشر الجامعات الحكومية والخاصة وتُدٓرٓسْ الصحافة والإعلام في كل الجامعات تقريباً وتُفْتٓح أكثر من كلية للإعلام (حكومي وخاص)
ومع تخريج الآلاف من شباب الخريجين للأسف الشديد في نفس الوقت تراجعت مبيعات الصحف إلى أدنى الأرقام لها لم يعد يشتريها إلا من هم فوق الخمسين أو من له مصلحة في الجورنال.

وسيطر اليوتيوبر والبلوجر على مواقع التواصل الاجتماعي وهم فئة من الشباب والفتيات ممن يقوموا بتقديم محتوى قد تراه أنت تافه من وجهة نظرك ولكن لهم ملايين المتابعين والمشاهدين ويكسبون آلاف بل ملايين الدولارات من وراء هذه الفيدوهات التي تحتوي على  تفاهات أحيانآ وأعمال جادة أحيانآ أخرى وليس أدل على ذلك من فيديو قصير شاهدته بنفسي لايتعدي دقيقة واحدة وثقته فتاه تدعي (هند المطري) للحظة دخول والدها عليها بعد عودته من العمل على مدى عدة أيام حصد 9مليون مشاهدة؟؟

مقابل بضعة آلاف قليلة يتقاضاها صحفى ظٓل يدرس ويقرأ ويبحث عن الحقيقة وسط دهاليز صاحبة الجلالة مهنة البحث عن المتاعب إلى أن شاب شعره ووهن نظره وتعبت منه نظارته!!

أصبح الكل يجري وراء الترند مابين محتوى الطبخ والمكياج والرقص والغناء أما الصحف والمجلات فمحتواها بين يديه على مواقع النت فلٍما يُجهِد نفسه ويُنفق ماله في البحث عن صحيفة ورقية.

وأصبح خريجي كليات الصحافة والإعلام يتسولون العمل بجنيهات زهيدة إن وجدوا عمل من الأصل وإتجه كبار الكتاب والصحفيين إلى عالم النت واليوتيوب لعلهم يلحقوا ما فاتهم من ركب التطور المذهل كل يوم في عالم الإعلام والإعلان الجديد؟!

أخشى أن يأتي اليوم الذي تندثر فيه كلمة صحفى أو إعلامي ليحل محلها ( بلوجر) أو ( يوتيوبر) يبقى يانهار مغوبر!!

وإلى أن نلتقي في مقال جديد أترككم في رعاية الله وحفظه

زر الذهاب إلى الأعلى