شعبان ثابت يكتب: (أهلا بالعيد)
أصدقائي وقرائي الأعزاء أعود بكم إلى ذكريات العيد في قريتي الحبيبة تونس ونجوعها المحترمين ومعظم القرى المصرية قبل دخول التيار الكهربائي حيث كان عيد الفطر المبارك يبدأ قبل إنتهاء الشهر الكريم بعشرة أيام أي في العشر الأواخر حيث تبدأ النساء في إعداد كعك العيد وكان يصنع من دقيق القمح الذي يبدأ طحنه من بداية شهر رمضان في ( وآبور الطحين) الموجود عند رجل ثري في القرية له شأن كبير وكان يعمل بطريقة غريبة ومعقدة بالديذل وبه الكثير من الآلات القديمة جدا والتي إندثرت الآن وبه كثير من السيور تنتهي بإناء كبير على شكل ( قرطاس) السكر قديما!
آه ما هو السكر والشاي في قريتنا قديما كان يباع بالقرطاس للرجل الفقير الذي لايملك شراء كيلو سكر أو تمن شاي وهذا كان إسمه ( قمع) وآبور الطحين وكانت السيدات يحملن القمح في شيء يسمى ( مقطف أو علاقه) مصنوع من زعف النخيل وله يدين للحمل بين إثنين وكذلك مصنوع بشكل يسهل حمله على الرأس وكذلك كان الرجال يحملوا زكيبة أو تليس القمح المصنوع من الصوف على (حمار) شديد إلى الطاحونة ويسكب القمح في أعلى البوق المفتوح من أعلى بشكل كبير جدأ ويتم طحن القمح.
وتذهب به السيدة أو الرجل إلى المنزل بعد إنتظار فترة طويلة حتى يصل دوره في الطحن وبعدها تبدأ النساء في ( غربلة) الدقيق بالغربال الحرير (المنخل) لفصل الردة عن الدقيق واستخدامها كعلف للحيوانات وكذلك يستخدم جزء منها في صناعة العيش الشمسي حيث يوضع أسفل الخبز حتى لا يلتصق( بالحصير) التي يتم فرشها للخبيز وبعدها تبدأ النساء في إعداد كعك العيد وكذلك بسكوت العيد والذي كان يعد بطريقة حرفية من النساء المحترفات في ذلك من إعداد الخميرة ثم عجن العجينة ثم تقطيعها بنظام على أشكال مختلفة وكان الأطفال أولاد وبنات في غاية السعادة وهم يساعدوا أمهاتهم في ذلك ويسهروا ليلا في رمضان حتى قرب أذان الفجر في إعداد الكحك والبسكوت.
وهم فرحين بقرب قدوم العيد حتى يقدموا ما أعدوا إلى الزوار صباح يوم العيد وهم فخورين بما أعدوا طوال الأيام السابقه وما أن تظهر الرؤيا بأن العيد غدا حتى ننطلق مسرعين فرحا في الشوارع ونجمع لبس العيد ونضعه تحت رؤوسنا حتى الصباح ونرتديه مبكرا جدا ونذهب إلى المسجد لأداء صلاة العيد وبعدها نتجمع في أعداد كبيرة ونبدأ اللعب والجري باللعب البسيطة في ذلك الوقت من زماره أو نفاخة أو بمب وممكن ( رق) مصنوع من الصاج أو طبله صغيره مصنوعة من الفخار وجلد حيوانات صغيره؟!
والكبار كانوا يتزاورون بينهم مهنئين مكبرين فرحين بقدوم العيد كانت هذه نبذة مختصره عن العيد في قريتي قبل دخول التيار الكهربائي وكل عام وأنتم جميعا بألف خير وصحة وسلامة يارب العالمين.