سمير السيد يكتب: “تايتل” سيئ السمعة
يبدو وصف “الصحفي” في وعى شريحة من المنتسبين للمهنة، كالجرب، يفرون منه، في غطرسة غير مفهومة، إلى وصف “الكاتب الصحفى”، الذي بات من فرط استهلاكه المحلي وشيوعه عند مراهقي المهنة، “تايتل” سيئ السمعة.
الهروب من وصف “الصحفي” باعتباره أقل شأنا من وصف “الكاتب” أو “الباحث”، هو تعبير عن خلل عميق في إدراك ماهية المهنة ودورها ووظيفتها، وعن أزمة تاريخية مركبة طالت المهنة على أصعدة النظرية والتطبيق والصناعة وسياسات التوظيف وبيئة العمل.
على سطح هذه البركة الآسنة تطفو كائنات، ضربت طينتها من عوالم الأشباه اللزجة: أشباه صحفيين، وأشباه أدباء. فهمهم للصحافة لم يغادر عتبة “نصوص التعبير”، ومع ذلك يمارسون المهنة باستعلاء، ليس له روافع من معرفة أو إبداع أو موهبة، غير هذا التمجيد المرضي للذات والتماهي مع حالة الانفصام العامة.
——
نقلاً عن صفحة الصحفى القدير سمير السيد – فى الفيسبوك