مقالات الرأى

زينب الإمام تكتب : في الكتابة راحة نفسية !!

أكتب حتي لا تكتئب! .. تلك هي نصيحة مجموعة من علماء النفس ، اتفقوا علي نشر نظرية ان في الكتابة راحة نفسية ..بلا قيد او شرط ..القي بمكمون نفسك علي الورق ..ولك ان تحتفظ به او اذا اردت اشرك غيرك معك .. انشره !!..فوسائل النشر متعددة .. جريدة .. مجلة ..كتاب .. المهم وقبل كل شئ الفكرة .. والاسلوب .. والاطار ..حقيقة ولا خيال .. مذكرات ام قصة ام تأريخ ..ام بين هذا وذاك ! ام انك تريد مجرد مقال تعلن فيه رأي.. في مجال ما ..وحدث جاري تضاربت فيه الاحوال والاراء ..
ايا كان الدافع لتستريح اكتب بل انه مسموح لك ان تبوح باسرار .. انت حر ..بشرط واحد ان لا تضر ولا تكذب .. ولا تميل للنصح المباشر ولا النقد اللاذع ولا الوعظ وكأنك تملك مفاتيح الكون ..كن واضحا صادقا ..ويا حبذا لو تنبهت الي ان من سيطلع علي عصارة جهدك وما خططه عقلك (وضميرك )سيكون له هو الاخر رأي حر فيه اما يتقبل منك او يرفضك ..استعد نفسيا لقبول رد الفعل ..قد تستفيد وربما وجدت نفسك قد افدت ..
ومن نصائح أهل الخبرة ومن امتلكوا ناصية القلم ..أعلم أن الكلمة كالرصاصة ..اذا انطلقت لا رجعه لها وستصيب هدفا .. وتحسب لك أو عليك .. ومن اقوالهم أيضا لا تكتب إلا عن اقتناع ..حتي يكون لكلماتك معني ..والكتابة وأن جري العرف انها مهنة فهي لا تدوم اذا كانت بلا موهبة اثقلتها ثقافة متنوعة واسعة الحدود مقترنة ببلاغة لغوية واسلوب يميزها !! اما اذا اعتبرتها هواية فخذ حذرك ..كل ما هو هواية شخصي بحت ، أما الكتابة عبر وسائلها المعروفة تصبح عامة خالصة .
يمكنك أن تعتبر كل ما سبق تحصيل حاصل ! لأن هذا العصر قلب كل الموازين السابقة ..فلم تعد الكلمة حبيسة صفحات جريدة او مجلة او حتي كتاب ..بل هي بمثابة طائر يغرد علي فروع شتي نتيجة ما زرعه العبقري مارك زوكربرج الامريكي ..مطلقاة علي اختراعه ..فيس بوك ..وتويتر .. وتك توك وان شئت ايضا صفة (حدث ولا حرج .).!! فقط ضع وجهك واسمك وبعض من صفاتك وانطلق عبر شاشتك الصغيرة وذلك اختراع عصري اخر ؛ وتجول طالبا صداقة من شارك او اكتب وانشر ما شئت واكثر !!وتفاصيل اخري نعرفها ..مضاف اليها تعبيرا في اعتقادي غير صحيح شاع واستخدم الا وهو ان ذلك عالم افتراضي !!..ببساطة شديدة لم يعد افتراضيا اطلاقا ..بل اصبح عالما كاشفا ظاهره كتابة وباطنه معلومات ونتيجته متعددة الاغراض والاهداف ..حتي تحول الي مقياسا ومصدرا للمعرفة والتعارف وقرب البعيد من اهل واقارب واصحاب ووسيلة الاعلان والمجاملة والمواساة سريع الانتشار لا يباري ..نافس كل ما كان من وسائل نشر ومعرفه ..وبقدر ما يفيد يضر ؟! لأنه في حقيقته أشبه بميدان بلا حدود ملئه البشر باختلاف اجناسهم والوانهم ولغاتهم ومعتقداتهم جميعاً يتكلمون في وقت واحد ..بلمسة طرف الاصبع يمكن متابعتهم ..مع الأخذ في الاعتبار انك قد لا تستطيع للوهلة الاولي ان تعرف من منهم الصادق ومن الكذاب .. من هو المغرض ومن هو الناصح الامين !!
من المهرج ومن هو الجاد ..وما بين كل هذا واكثر هناك من يترفع عن كل ذلك وما زال يؤمن بشرف الكلمة ويتمسك بخبرة السابقين ويحرص علي ان يصدق القول ولو كره الكارهون ..
اكتب يا عزيزي وبوح واسترح ..لكن ابدا لا تستغني عن اهمية ان تقرأ وتتثقف وتقتني كتاباً لمن سبقوا هذا الاختراع وسطروا بالقلم وحفظت أعمالهم وأفكارهم فيما لايمحوه ابداً لمسة طرف الاصبع !!ولن يستطيع أحد أن يضيف او يتلاعب او يسند اليهم ما لم يكتبونه بخط الايد وتم طبعه علي الورق .. فحفظ علي مر السنين .. وبينما يعتقد البعض أن المستقبل لن يعرف الكتاب ولا الجريدة ولا حتي مجلة .. انتبهوا .. مهما كان من وسائل مستحدثة لن يحدث وأن يقام في الجهات الاربع معرضاً لما يكتب الكترونيا .!! بل لما ماهو محفور علي الورق .. واسمه “كتاب”

زر الذهاب إلى الأعلى