أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو لا ترى أي علامة على أنها سوف تحصل على الضمانات التي اشترطتها لاستئناف اتفاق يسمح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود، لكن بلاده قد تعود إلى الاتفاق «غداً» إذا أوفى الغرب بوعوده لموسكو. وبين أن العقوبات الاقتصادية الغربية تعرقل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده لافروف مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أمس، على هامش زيارة يجريها الوزير التركي إلى موسكو.
من جانبه، أعلن فيدان، أن منظمة الأمم المتحدة أعدت، بمساهمة أنقرة، حزمة جديدة من المقترحات بشأن اتفاقية ممر الحبوب. وقال: «ذلك يشكل أساساً مناسباً لإحياء الاتفاقية».
وأوردت وكالة «الأناضول»، التركية، عن فيدان قوله، إن بلاده سوف تتواصل بشأن اتفاقية الحبوب التي «تشكل أهمية كبيرة جداً بالنسبة إلى أمن الغذاء العالمي، والاستقرار، والسلام في البحر الأسود».
ولفت إلى أن «روسيا لديها مطالب حيال تصدير حبوبها وأسمدتها دون أي انقطاع، وقد أكدنا أهمية تلبيتها».
وكشف الوزير التركي أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيلتقيان قريباً في مدينة سوتشي الروسية. وأكمل: «سيناقش الزعيمان بشكل شامل القضايا العالقة في جدول أعمالنا على الصعيدين الثنائي والإقليمي». وأوضح أن زيارته إلى موسكو، تعتبر بمثابة تحضير للقاء المرتقب بين الرئيسين في سوتشي.
وذكر أنه بحث مع لافروف قضايا مختلفة مثل الاقتصاد، والطاقة، والسياحة والعلاقات القنصلية بين البلدين. وتابع: «ناقشنا ما يمكننا القيام به لتحسين تعاوننا في إطار التزامات بلدنا الوطنية والدولية. وشددنا على أهمية عمل البلدين معاً في مكافحة الإرهاب».
ورداً على سؤال عن إحياء مبادرة الحبوب، قال فيدان: إن أنقرة، لاسيما الرئيس أردوغان، على اتصال مع جميع الجهات المعنية في هذا الصدد. وأشار إلى أن التركيز يتم على الفرص التي قد تتشكل فيما يتعلق بالخطوات الجادة الرامية إلى إحياء المبادرة من جديد.
وشدد على أن الأمم المتحدة على وجه الخصوص تقوم بأنشطة مهمة في هذا الملف، وهناك اتصالات مكثفة بين فريق الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، والمسؤولين الأتراك المعنيين. وأوضح أن هناك مساراً قائماً حالياً من أجل فهم موقف روسيا ومطالبها بشكل أفضل، والعمل على تلبيتها.
إلى ذلك، قال لناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إنه لا توجد نتائج محددة للمناقشة بشأن «اتفاق الحبوب»، وأكد أن موسكو مستعدة لاستئنافها «فوراً» بعد استيفاء الشروط المتعلقة بروسيا.
وأوردت وكالة أنباء «سبوتنيك»، الروسية، نقلاً عن بيسكوف قوله لصحافيين، إنه «لا توجد نتائج ملموسة لهذه المناقشة حتى الآن، لكن سيكون هناك بحث بشأن هذا الموضوع في موسكو، اليوم وفي المستقبل القريب، وعلى أعلى مستوى بالطبع».
وتابع: إنه «من الصعب تحديد مدى فاعليتها، ولكني أكرر مجدداً، كمورد مسؤول للحبوب، فإن روسيا تشارك في مثل هذه المناقشات».
وشدد بيسكوف على تصريحات الرئيس الروسي، بأن «موسكو مستعدة لاستئناف اتفاق الحبوب على الفور بمجرد استيفاء الشروط المتعلقة بروسيا».