راندا الهادي تكتب : ماذا لو كنا .. فئران تجارب؟
ماذا لو طبقنا ما تفعله شركات الأدوية من استراتيجيات عند اكتشاف أي عقار جديد أو لقاح ، ألا وهو تجربته على الفئران؟ ، وما المانع من تجربة أي جديد قد يؤثر على حياة البشر على فئة محدودة جدا قبل تعميمه ، مثلنا مثل فئران التجارب ؟!!
هذا ما طرأ ببالي عند بداية الكتابة عن تأثير الهواتف المحمولة على أطفالنا وماذا تركت مواقع السوشيال ميديا من أثر سلبي على نموهم الذهني والنفسي ؟لقد أدركنا مؤخرا مدى كارثية تأثير الإنترنت على الأجيال الناشئة ، خاصة في غياب أي دراسات مسبقة أو قواعد تقنينية لهذا الاستخدام ، وتُرك الحبل على الغارب كما نقول في أمثالنا الشعبية ، لتفعل بنا التكنولوجيا الحديثة ما تفعل .
هل تعلمون أن دولا مثل السويد وروسيا وإنجلترا وفنلندا والصين واليونان وأوغندا واستراليا وإيطاليا. منعت الأطفال من استخدام الهاتف المحمول داخل المدارس وخلال اليوم الدراسي . وتدرس العديد من الدول حاليا منع الأطفال دون سن ١٦ من استخدام الشاشات الرقمية ، خاصة مع تزايد المطالبات الشعبية بسن قانون يمنع امتلاك أو السماح بالشراء للأطفال دون هذا العمر للهاتف المحمول .
يقول الدكتور محمد عطا رحال -وهو استشاري أول في طب الأطفال الأكاديمي العام أنه يمكن أن يؤثر قضاء وقت طويل أمام الشاشة عند الأطفال على مهارات القراءة والكتابة، مثل التخيل والتحكم العقلي والتنظيم الذاتي، مما يؤدي إلى تباطؤ السرعة الإدراكية، كما يمكن أن يؤثر ذلك على التفاعل الهادف مع العائلة والمعلمين.
وتشير الدراسات إلى أن الاستخدام المتكرر للأجهزة المحمولة لإسكات وإشغال الأطفال الصغار قد يعيق تعلم إستراتيجيات تنظيم العواطف مع مرور الوقت،كما أنه قد يصيب باضطرابات نفسية مثل اضطراب الوسواس القهري والقلق والاكتئاب.
لذا على الوالدين أن يقفوا بشكلٍ حازم ضد استخدام الأجهزة اللوحية المدمر لأطفالهم ، ونسرع بإعادتهم إلى الحياة الواقعية لنمو عقلي ونفسي أفضل ، تجنبًا لخسارتهم ، وعلى الدولة أيضًا دعم هذا الدور بسن قوانين تمنع الأطفال دون سن ١٦ من شراء أجهزة لوحية ،والتشديد على منع استخدامها خلال اليوم الدراسي .أعلم أن لدينا قوانين بهذا الشكل داخل المدارس ولكنها تحتاج إلى تفعيل ومتابعة دائمة لعملية تطبيقها .
ولنستفد من آلية فئران التجارب ونطبقها على البشر حتى ما إذا خرج علينا العلم بالجديد من التقنيات الحديثة ، نأخذ الوقت الكافي في دراسة تأثيراتها المختلفة علينا ، قبل ما تقع الفاس ف الراس …