راندا الهادي تكتب: خُد فكرة… وتعالَ بكرة!!
التغيير لمجرد التغيير، من الأمور التي أرى ضرورتَها لكسر روتين الحياة اليومية ورتابتها، وهنا التغيير يأتي درجات، منه الجِذري الذي ينقلك من طرف إلى أقصى الطرف الآخر، ومنه البسيط كالتغيير في أثاث المنزل وترتيبه أو وسيلة النقل للعمل أو البقال الذي تشتري منه، كلها أمور، التغيير فيها هامشُه السلبي محدودٌ للغاية، أو كما نقول: ما دام التغيير لا يَمَسُّ الأصولَ فلا بأس.
والتغيير له نتائجُ مختلفة وفقا لطبيعته واتجاهه، كيف؟ أقول لكم: هناك تغييرٌ نحو الأفضل، نحو المزيد من الإيجابية والمخاطَرة لتحقيق الطموحات، وهناك التغيير السلبي، نعم السلبي؛ لأن نتائجَه تتراوح بين الانعزال والتقوقع والانهزامية والاكتئاب!! وهذا يحدث عندما يكون التغيير تابعًا لأزمة أو خِذلان أو فشل تعرض له الشخص، لذا يُعَدُّ تغييرًا سلبيا، إذا لم يتم إنقاذ الإنسان من بين أنيابه _ وبسرعة _ نكون قد خسرناه للأبد!!
وباعتبار أن التغييرَ سُنة الحياة سواء جاء بكامل إرادتك أو مفروضا عليك، فلا تتكاسل عن لعب دور فيه، إما بالرفض إذا ما عارضَ المبادئَ الأصيلة والقِيمَ الراسخةَ للمجتمعات، أو بالدعم إذا حمَل في طياته تحسينَ نوعية الحياة وجودتها، ولا تستهن أبدًا بدورك، فكما قال سيدنا (علي بن أبي طالب) _ رضي الله عنه _: وتحسَبُ أنك جُرْمٌ صغير// وفيكَ انطوَى العالَمُ الأكبَرُ .
واعلمْ أن التغييرَ قرارٌ وليس حافلةً ستمر بك يومًا ما، (كن أنت التغييرَ الذي ترغبُه في العالم) أي ببساطة لا تقف على رصيفِ النقد والاعتراض والتنظير، وداخلك يُردد: (ليس في الإمكان أبدع مما كان)!! هنا سيأتي التغيير، ولكنك ستُطْحَنُ تحت تروسِه بلا رحمة، والسبب أنك اخترتَ قبيلة الـ (Comfort Zone) وحزب الكنبة، ووجدتَ في منصات (السوشيال ميديا) منبرًا لإطلاق قذائفك الصوتية، مكتفيًا بذلك كرسالةٍ وهدفٍ لك بالحياة.
لا تكن إذن كالغُراب الذي ينعق وينعق ولا يرفع ورقةَ شجر من فوق الأرض، بل كما قلتُ سابقًا: شاركْ بإيجابية في التغيير، واجعله قرارَك إذا ما ضاقتِ الحياةُ واستحكمتْ حلقَاتُها، واعلم يقينًا: “… إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ… ” ( الرعد _ 11 )