مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب : خليك ملح

0:00

صدقًا تجنبت التشكيل في العنوان لإثارة اهتمامكم ورغبتكم الخاملة في القراءة ، بالتأكيد لم أقصد أن يكون الواحد منا مِلحا للطعام ، مع أهمية المِلح في حياتنا ومخاطرِه إن زاد استهلاكُه ، بل قصدت (مُلِحّ)وهي مشتقة من الإلحاح ، وهنا يحضُرني مثالين في قضية أن تكون مُلِحا -من الإلحاح -، أولهم : الإعلانات التي دوما تقطع عليك متعة المشاهدة والمتابعة لفيديو يثير اهتمامنا ، سواء كان أغنية أو فيلم أو مادة تعليمية ، بل المستفز والذي صُدمت أنا به شخصيًا عندما كنت استمع لتلاوة للشيخ الحصري وإذا بالإعلانات تقطع التلاوة ، كما يقولون خرج حِصان الإعلانات عن السيطرة وتعدى كل الحدود ولكن ما باليد حيلة .

أترى إلحاحَ الإعلانات ومحاصرتَها لنا كلما أمسكنا بهواتفنا ، كن مثله واتبع خطاه لتحصل على ما تريد ، لأنك أنت من يقود عقلك ويبرمجه ، فهو يتلقى الأوامر منك – صدق أو لا تصدق- حتى أثناء النوم ،ويمكن أن تعرج على كتب مثل : ست طرق بسيطة للتحكم في عقلك ل( ميلاني جرينبرج)أو القراءة ل (نيكول ليج ويست )مؤلفة سبع طرق للتحكم في عقلك .

وهذه الطرق السابقة عمودها الأساسي الإلحاح ، يجب أن تجعل عقلك يركز على ما تريد وما تتمنى فيتحول إلى واقع . فانتبه لما تغذي به عقلك أيها القاريء ليل نهار والتلميح هنا موجه لمواقع السوشيال ميديا ، لأن عقلُك وِعاؤك.

المثال الثاني هو الأطفال ، ولن أدعوك هنا لإيقاظ الطفل بداخلك أو عيش طفولة متأخرة ، ليس هذا وقته ، إنما الحديث عن آلية الإلحاح عند الأطفال ؛ هذه الآلية التي لم تثبت فشلها أبدًا في حصولهم على ما يريدون – مع الاعتذار لأساليب التربية الحديثة- بل انظر معي إلى براعة الطفل الملفتة في اختيار الوقت المناسب لوضع آلية الإلحاح قيد التشغيل ، مثلا في وجود الغرباء، أو انغماسك بإعداد أمر مهم ، أو حديثك عبر الهاتف مع مدرائك بالعمل ، بصراحة لا تخذلهم الحيلة .

كن طفلًا واتبع آلية الإلحاح للحصول على ما تريد وإذا أخفقت افعل كما يفعلون غيِّر الطريقة والأسلوب وليس الهدف والغاية .

ألم يأمرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالإلحاح في الدعاء لرب العباد ، وبشرنا بالاستجابة .
حتى المشاعر والعلاقات الإنسانية قوامها الإلحاح ، ستسألني كيف؟ تعال معي؛ أليس الاهتمام وهو العنصر الأصيل لاستمرار أي علاقة وجهًا من وجوه الإلحاح ؟ ،إذن كن مُلِحاً ولا تمل أو تيأس ، فما ألهمك الله الدعاء بأمرٍ ما وتمنيه إلا لحتمية استجابته لك، أما الإعلانات وإلحاحها علينا علاجه الوحيد الضغط على زر سكيب(skip ).

زر الذهاب إلى الأعلى