مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب : اليونيفيل .. المعضلة

0:00

عندما تحتاج قوات حفظ السلام في لبنان إلى من يحفظ سلامها تكون هنا المعضلة ، هذا بالفعل حال قوات اليونيفيل في لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي ، الطريف في الموقف مطالبة إسرائيل لقوات اليونيفيل بالرحيل ، كيف وهذا هو الوقت المحدد لتقوم تلك القوات بمهامها .

ولعل الأشد طرافة هو استهداف إسرائيل للقوات الدولية واعتراض الدول الغربية على هذا الاستهداف ؟!! وكأن إسرائيل ليست كيانًا استيطانيًا ترتكب جرائم الحرب آناء الليل وأطراف النهار ، وكأن دولة الاحتلال خضعت يومًا ما للقوانين والمعايير الدولية ؟!! ، ولماذا انتقاد ضرب قوات الاحتلال لليونيفيل وهي تقتل وتشوه وتشرد الآلاف من الأبرياء والمدنيين ، لماذا ؟وهو معول للهدم والخراب في العالم اليوم .

لذا لا يوجد داع للقلق أيتها اليونيفيل ، فلا جديد من القوات الإسرائيلية لم نعتده منها ، ولن يُحرك أحد ساكنًا حتى لو أتت إسرائيل على كل قواتك ، فقط سيشجب العالم ويندد ، فضلا عن استدامة صمت الصامتين ولا جديد .

ولكن استعدادًا للأحداث القادمة جهزوا الأكفان وفرق الموسيقى العسكرية لتحتفوا بقتلاكم من أفراد القوة الدولية بلبنان ، ولا تنسوا دفاتر العزاء المزركشة ، فالكلمات دوما لها مفعول السحر في نفوس الثكلى من عائلات الضحايا ، أسألونا فقد تجرعنا الحزن حتى ارتوت القلوب ، ولكننا لم نجد مثلكم أكفانًا لشهدائنا ، لذا غلفنا الجثث بالصمت والخذلان لوفرته لدينا ، فالحروب علمتنا أن نتصرف في إطار المتاح .

لماذا هذه الهمهمات التي أسمع ، هل ضايقتكم نبرة السخرية في صوتي ؟ اعذروني فمازال لدي القليل من مخزون المادة المحرمة عربيًا عزة النفس والكرامة ، لكن أعدكم سأحاول التخلص منها في القريب العاجل ، فما جاءني من ورائها غير الإهانة ووجع الراس ، عامة لا تقلقوا فقط نفذوا لإسرائيل ما تريد ودعكم من أي منظمة دولية أو قوانين إنسانية قد تكدر مضاجعكم لعدم تطبيقها .

وفقط للمعلومات العامة قوات اليونيفيل (UNIFIL) هي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أنشئت عام 1978 بهدف مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والمساعدة في استقرار الأوضاع في المنطقة (امنعوا الضحك) .

زر الذهاب إلى الأعلى