مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: أنت سمعيّ أم بصريّ؟!

منذ طفولتي ولا أنكر غرامي الطاغي بالكلام، نعم الكلام… حكايات الأجداد، قصص الأمهات والعمات، شطحات الخيال بين الأولاد والبنات في عمر الطفولة. هذا المَيل للاستماع أكثر من الكلام لم يشغل بالي كثيرًا، حتى قابلتُ في سنوات عملي الأولى إحدى الصديقات التي كانت تحضر دورات لعلم البرمجة اللغوية العصبية، والتي أخبرتني وقتها أن الشخصيات يمكن تصنيفها لثلاثة أنواع – وفقا لهذا العلم – وهي: شخصيات بصرية، وسمعية، وثالثة حسية.

وبعرض سمات وسلوكيات كل شخصية، تأكدتُ من مكاني كشخصيةٍ سمعيةٍ حسية! هل تريد معرفة السبب؟! لا بأس، سأقدم لك القليل من المساعدة، وسأعرض عليك بعض الخصائص المميزة لكل شخصية، وعليك أن تحدد نوع شخصيتك. لنبدأ:

(الشخصيّة البصريّة) تتميز بأنها تتكلم بطريقةٍ سريعة، دائمة التحدث عن المستقبل، لا تحفظ التعليمات الشفوية بسهولة، قوية الملاحظة، ودقيقة جدًّا، يمكنها التقاط الأخطاء الإملائية بسرعة، نبرة صوتها عالية، تكتب أو ترسم أي شيء تسمعه لتحاول فَهمَه.

أما (الشخصية السمعيّة) فصاحبها يتحدّث كثيرًا، يُفضِّل أن يسمعك جيّدًا دون أن يراك، يسأل ويناقش كثيرًا، سريع الحفظ للتعليمات الشفوية، النَّفَس عنده معتدل، ينتبه لأي صوت بدقة، ونبرة صوته متوسطة ومختلفة الدرجة، كما أنه يحفظ ما يسمعه أكثر مما يشاهد، ويحب المنطق والتحليل في كل شيء.

لا تذهب، لا يزال في جعبتنا النوعُ الثالث: (الشخصية الحسية) التي تتصف بأنها تتنفس بعُمق، تصمت معظم الأحيان، تتميز نبرة صوتها بأنها هادئة، تتأثر بأي إشارة من المحيطين بها، تُحكِّم إحساسَها الداخلي معظم الأوقات، تُكثر التفكير في الماضي لتعيش بعض الأحاسيس والمشاعر، وأخيرا شخصية نشيطة ومبدعة في الوصول إلى ما تريد.

قد تمتلك صفاتٍ مشتركةً من شخصيتين، ولكنَّ السماتِ الغالبة هي ما ستُرجح كِفتك نحو إحدى الشخصيات.
هل هذا التصنيف ذو أهمية؟! بالتأكيد، إذا ما عرفتَ أن جميع العاملين في مجال التسويق والمبيعات والوظائف المعتمِدة على الإقناع يلجأون له للتأثير على شخصيتكم المبجلة!! هل عرفت إذن شخصيتك؟!

زر الذهاب إلى الأعلى