مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: أنت حرامي!!

هل فعلا كلنا لصوص؟!
أي نعم، إلا من رحم ربي! فعندما نفتح الصفحاتِ الزرقاء تتغير وتتبدلُ الوجوه والشخصيات، فننتقي ببراعة أفضلَ اللقطات كصورة (بروفايل)، ونتبنى أشهرَ المقولات والاقتباسات للتعبير عن حالة وواقع افتراضي في الغالب لا يمت لواقع حالنا بصلة!

لكن ما يهمني هنا ظاهرة غاية في الخطورة وهي الاقتباس غير المقنن أو السرقة الفكرية التي تحدث ليلَ نهار على الصفحات الزرقاء والصفراء لتطبيقات السوشيال ميديا المختلفة، متناسين أو متجاهلين حقوقَ الملكية الفكرية التي لا تَقِلُّ قُدسيةً عن الملكية المادية.

وهنا أتعجب من نكران حق المصدر من قِبل الناشر سواء سهوًا أو عن قصد، لكن الأطرف ما ظهر مؤخرًا على صفحات (السوشيال ميديا) عندما يتم نسبة مقولة بعينها لأكثرَ من مصدر معروف مثل (نجيب محفوظ، ديستوفسكي، وجبران خليل جبران) ليتفرقَ دمُها بين الأقلام ولا نعرف أبًا شرعيًّا لها!!

وكرَدِّ فِعل على هذه السرقات، هناك مَن يَثُور وينفث غضبَه في (بوست) على صفحته لإثبات حقوق ملكيته، أو يفاجئُ السارقَ بـ (كومنت) مُرتب على الـ (بوست) المسروق كنوع من الفضيحة، أو يكتفي بالتنويه المُنَمَّق، ولفتِ النظر العابر، ولكن يظل ردُّ فعل أستاذنا الدكتور (أحمد خالد توفيق) عالقًا بالذهن ، عندما كتب في مقدمة أحد مؤلفاته لكل من ينقل عنه أو يطبع مؤلفاته بطريقة غير شرعية، بأنه يسامحه لارتفاع ثمنها، ويتمنى له قراءةً ممتعة.

لا يهم هنا لأي رد فعل تنحاز، فالكل مُصيب من وجهة نظره وقناعاته، ما دامت (السوشيال ميديا) بلا ضابط ولا رابط، لكن المهم هنا هذا الرجاء لمرتادي السوشيال ميديا: اخلعوا قناع فانديتا وتعاملوا مع العالم الافتراضي بمصداقية واحترام أكبر، واعلموا أن ما تنقلونه (أمانة) خاصة الكلمات، وكما قال أديبنا العبقري (عبد الرحمن الشرقاوي):
(أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة فى كلمة،
ودخول النار على كلمة،
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة..
زاد مزخور .. الكلمة نور).

زر الذهاب إلى الأعلى