مقالات الرأى

د.محمد نصار أبو ضيف يكتب : ويبقي الأمل

رغم كل المتغيرات العالمية والظروف الإقتصادية التي يمر بها العالم ، تجد تفاؤل حقيقي عند المصريين بأن القادم أفضل ، وكل المحاولات الفاشله لإحباط عزيمة المصريين باءت بالفشل وذلك من وجهه نظري يرجع لعدة أسباب أهمها :-
أولا :- إيماناً من الشعب المصري بأن هذه الدولة الذي يحميها ويحفظها هو الله (وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) سورة يوسف 99
ثانيا :- مما لا شك فيه بأن كل المشككين في إرادة وقدرة الدولة المصرية علي العبور إلي بر الأمان بهذا الشعب العظيم كانت تبني علي أساس التخويف والتشكيك دون تقديم أراء بناءة وواضحة ، واعتمدوا علي التشاؤم والتخويف من الفقر وهذه الطريقة هي طريقه الشيطان وصدق الله العظيم حين قال في محكم التنزيل ،
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) سورة البقرة
ثالثا:- ما يراه المصريين من بناء للبينية التحتية التي تركت لعقود سابقة لا يحتاجوا لاحد أن يظهر لهم حجم الأعمال التي تنفذ، فالشعب يري بعينه كم الإنجازات المحققة في شتي المجالات ، فالعاصمة الإدارية الجديدة أيقونة وخير دليل علي قدرة الدولة المصرية علي تنفيذ أضحم وأكبر المشروعات التي تضاهي المدن العالمية ، والتي ستصبح إنجازاً من ذهب للدولة المصرية ، والتي من دورها ستخفف من الزحام الموجود بالقاهرة الكبري ، ولا عجب حينما تري وتشاهد المباني الشاهقة والذكية والمستدامة بإستخدام أفضل وأعلي الوسائل التكنولوجية الحديثة في العاصمة الإدارية الجديدة ، فحقا تستحق لقب الجمهورية الجديدة التي تم مراعاة البعد البيئي والصحي والإجتماعي والإقتصادي .
رابعا:- المشروعات الضخمة التي نفذتها ومازلت أخري منها قيد التنفيذ في مجالات الطرق والكباري والسكة الحديد لهي دليل واضح وضوح الشمس بأن هذا الشعب يضع بقيادته الحالية حجر الأساس لشي المجالات الإقتصادية والسياحية وغيرها ، فلا يوجد إستثمار بدون شبكة طرق وكباري وسكه حديد ومواصلات سهلة وبسيطة ومتاحة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب ، وإن كل هذه البني التحتية هي بداية الإنطاقة الصحيحة نحو إقتصاد قوي ومستدام
خامسا :- ولا عجب في ذلك وإنما هو من دواعي الفخر والسرور بأن تجد قبولا وحباً من الأشقاء العرب والخليج بل والصين وغيرها من الدول الأوروبية يرغبون ويحبون بل ويأملون في التنمية والإستثمار في مصر وذلك لم يأت من فراغ ، وإنما بعدما وفرت الدولة المصرية المقومات الأساسية فبدات البداية الصحيحة وهي توفير الأمن ، ثم البنية التحيتية ، ثم تصدير الصورة الحقيقة عن الدولة المصرية وها الشعب الطيب ذو الأخلاق والسمعة الطيبة التي حاولوا أعدائنا في الداخل والخارج تصدير صورة معاكسة لتلك الحقيقة ، فأصبح المجال والجو مهيئاً لإستقبال أي إستثمار من اي مكان وفي اي مجال يحقق المصالح المشتركة للدولة وللمستثمر .
كما أن الموقع الجغرافي الذي وهبنا الله إياه لهو من عوامل القوة التي تساعد أن تصبح مصر مركزا حيويا لتبادل التجارة والصناعة بين مصر والقارة الإفريقية ودول العالم أجمع ، وبذلك مصر جهدا لا ينكره إلا جاهل وفاقد للبصر والبصيرة في إستضافة الحدث العالمي الأهم ألا وهو مؤتمر المناخ 27 الذي صدر الصورة الإيجابية التي يستحقها هذا الشعب العظيم .
سادسا: الصناعة وهي العنصر المهم فى التصدى لتداعيات الأزمة العالمية.. وهناك ارتفاع فى الصادرات المصرية متوقع ان يصل هذا العام إلى 40 مليار دولار وهو رقم مهم وغير مسبوق على طريق الحلم بالتصدير لـ100 مليار دولار وحسب يقينى فإن الرئيس السيسى لا يعرف شيئاً اسمه المستحيل وهناك قطاعات تصدر بأرقام لم تحدث من قبل من قطاع الصناعات الهندسية الذى وصل إلى 3.3 مليار دولار بالإضافة إلى التوسع فى إنشاء المناطق والوحدات الصناعية فى كافة ربوع البلاد.. وتشجيع ودعم النهوض بالصناعة وتوطينها.. وحرص الدولة على توفير مستلزمات ومكونات الإنتاج ولعل توجيهات الرئيس السيسى فى هذا الإطار واضحة للعيان.. وقد تم الإفراج الجمركى عن سلع وبضائع خلال شهر قيمتها 6 مليارات دولار وبالتالى هناك ضمانة لاستمرار الإنتاج وضبط الأسواق.. وارتفاع معدلات التصدير.. وخفض الأسعار بالإضافة إلى المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة «ابدأ» والتى تستهدف سد 40٪ من الفجوة الاستيرادية التى تبلغ 40 مليار دولار وهو فكر خارج الصندوق ورؤى خلاقة.. خاصة وأن الصناعة من أهم الأولويات لدى القيادة السياسية إلى جانب الزراعة لأنهما يمثلان ركيزتين فى مجال التقدم وتوفير احتياجات المصريين.
سابعاً: التوسع الزراعى وتطوير الصناعة الوطنية إلى جانب تطوير قطاعات كثيرة والاهتمام بها خاصة مجال الطاقة عموماً.. فهناك حركة غير مسبوقة.. وملحمة عمل فى البحث والتنقيب والاستكشاف لمواردنا من الغاز والبترول سواء فى البحرين المتوسط والأحمر أو الصحراء الغربية وهو ما سيكون له نتائج واعدة ومبشرة بمشيئة الله تعالى بدأت باكتشاف حقل الغاز (نرجس) بالبحر المتوسط وهو إلى جانب حقل ظهر العملاق أحد مكاسب سياسات مصر الحكيمة فى البحث عن ثرواتها المشروعة وتأمينها بإجراءات كثيرة والتوسع فى الاستكشاف والبحث بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية وفتح آفاق جديدة ومناطق جديدة للبحث والاستكشاف بالإضافة إلى تفوق مصر فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك المستقبل الواعد لمصر فى مجال الهيدروجين الأخضر والذى يقدر إنتاجها بـ8٪ من حجم الإنتاج العالمى بالإضافة إلى وجود فائض من الطاقة الكهربائية يصل إلى 13 ألف ميجاوات وكذلك ارتفاع معدلات تسييل الغاز فى مصر بزيادة تصل إلى 22٪ كل ذلك يشير إلى قدرة مصر فى مجابهة تداعيات الأزمة العالمية من خلال تقليل الاعتماد على الخارج.. وتوفير الاحتياجات اعتماداً على الذات وتخفيف الضغط على العملات الأجنبية.. والتعرف على ما يحتاجه العالم فى ظل هذه التداعيات خاصة مصادر الطاقة والسلع الغذائية لذلك من أهم مقومات الصمود أمام تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية الترشيد.. وهو ما يوفر حجم المهدر ويعزز معدلات التصدير.. فترشيد استخدامات الكهرباء أدى إلى زيادة الصادرات من الغاز إلى 8.4 مليار دولار وأيضا لابد من الترشيد على مستوى المواطن والتوجه العام إلى تقليل نسبة الاهدار والحفاظ على ما بين أيدينا من سلع ومنتجات وحسن إدارتها واستخدامها.
ثامنا :- المشروعات القومية في المجال الصحي والمبادرات الرئاسية التي لم تكن في العقود الماضية ، فتجد وباستمرار تطوير وتجديد في المنشئات الصحية والهيئة العامة للرعاية الصحية خير دليل علي هذا الجهد والعطاء المبذول للقطاع الصحي ، والمشروع القومي لتدوال وكتابة التقارير عن بعد الذي تتبناة الإدارة العامة للأشعة تحت قيادة معالي وزير الصحة والسكان أ.د خالد عبد الغفار والسيد مستشار وزير الصحة لشئون الأشعة أ.د محمد فوزي الذي الذي أحدث طفرة ونقلة نوعية في مجال الأشعة علي المستوي المحلي والإقليمي فالشكر واجب لكل هؤلاء الذين أقسموا علي انفسهم بان لا يدخروا جهدا للإرتقاء بالمنظومة الصحية لأعلي المستويات .

وفي الختام اللهم أن يحفظ مصر وأهلها وشعبها من كل مكروه وسوء

زر الذهاب إلى الأعلى