د. عماد عبد البديع يكتب: ( سوهاج المدينة الأثرية العالمية )
سوهاج مدينة الأصالة والتاريخ على أرضها نشأت اقدم الحضارات ومن أبناءها كان الملك مينا موحد القطرين لتصبح مملكة موحدة يسودها الازدهار والحضارة والرقي . حيث تزخر سوهاج بالعديد من المناطق الأثرية التي تؤهلها لأن تكون حاضرة بقوة على الخريطة السياحية لمصر، يوجد بها عرابة ابيدوس بمدينة البلينا تلك المنطقة التي تحوي اثار ذات شهرة عالمية والتي تعود للأسرتين الأولى والثانية ، تلك المنطقة التي كانت مكانا للحج في مصر القديمة حيث كانت تقام فيها الشعائر الجناءزية المقدسة .
ويوجد بمنطقة ابيدوس أيضا معبد سيتي الأول الذي يضم قبر اوزوريس صاحب القصة الشهيرة في التراث المصري القديم، ويحتوي على قائمة الملوك ٧٦ ملكا. ويوجد بها معبد رمسيس الثاني الملك الأشهر بين ملوك مصر القديمة، ويحتوى على نقوش أشهر معركة حربية في مصر القديمة وهي معركة قادش . وبجانب معبد سيتي الأول يوجد معبد الأوزريون الذي يحتوي على أهم كتابات مصرية كاملة في العقيدة المصرية القديمة والتي لا توجد بشكل كامل في العالم كله الا في هذا المعبد .
كذلك يوجد بمحافظة سوهاج مدينة اخميم التي يعتقد أنها عاءمة على مدينة أثرية كاملة كما تشير العديد من المصادر والتي اكتشف بها أكبر تمثال لملكة فرعونيه بلغ طوله ١١ مترا وهو موجود بمنطقة ميرت آمون باخميم. ولا زالت الاكتشافات تتوالى حتى يومنا هذا بالمحافظة فلقد اكتتشفت البعثة الأمريكية المصرية منذ ثلاثة أشهر مضت مقبرة فرعونية تعود لعهد الملك أحمس. كما تضم سوهاج مقابر الحواويش التي تضم ٨٠ مقبرة فرعونية. ويوجد بسوهاج ايضا وادي بءر العين الذي يقع بين جبل الحواويش وجبل السلاموني الذي كان يعتقد أن به مياه مقدسة تساعد النساء على إنجاب الاطفال والزواج.
ولم تكتفي المدينة الأثرية بالأثار الفرعونية فقط بل تضم إلى جانب ذلك العديد من المناطق الأثرية القبطية والاسلامية، فمن الأثار القبطية بسوها يوجد الدير الأيض والدير الأحمر وكنيسة ابو سيفين. ومن الأثار الأسلامية بسوهاج يوجد مسجد سيدي العارف بالله والمسجد الصيني ومسجد الأمير حسن بجرجا ومقبرة الأمراء .
لذلك كان اهتمام الدولة بإبراز أثار سوهاج ووضعها في المكان اللاءق بها وتجسدت تلك الإرادة عند قيام الرئيس السيسي بافتتاح متحف سوهاج القومي عام ٢٠١٨ والذي يضم ما يقرب من ألفي قطعة أثرية جمعت من مناطق مختلفة بالمحافظة والتي تحكي تاريخ وعظمة أجدادنا على طول فترات تاريخية مختلفة.
أضف إلى ذلك أن محافظة سوهاج تتمتع بالعديد من المقومات السياحية بجانب مقوماتها الأثرية فيوجد بها الحديقة المتحفية وكورنيش النيل والجزر السياحية العائمة وشوارع سوهاج وموقعها الفريد الذي يتوسط المسافة بين أسوان والقاهرة .
لازالت المدينة بحاجة إلى الكثير والكثير لاكتشاف آثارها ، وبحاجة لمزيد من التنشيط والتسويق السياحي من قبل إدارات الإعلام ومسؤولي العلاقات العامة للتوعية بأثار سوهاج الشاهدة على عظمة وحضارة أجدادنا .
