مقالات الرأى

د. عماد عبدالبديع يكتب : ( الصين ودروس من أرض الواقع )

إن ما حققته الصين في الفترة الأخيرة من تقدم مزهل في كافة المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والعسكرية جذب أنظار العالم إليها وجعل الجميع يتحدثون عن التجربة الصينية بإعجاب واندهاش. ولو تأملنا هذه التجربة يمكننا أن تتوقف عند بعض النقاط الهامة ومنها :

▫️لا تمتلك الصين بترول ولا الكثير من الثروة المعدنية، وانما تمثلت ثروتها الحقيقية في العنصر البشري، فلم تكن الزيادة السكانية التي تخطت حاجز المليار نسمة عائقا ابدا أمام برنامج الصين التنموي .
▫️ اتخذت الصين من السلام شعارا لها ومسارات في التعامل مع كافة الدول وبرغم ذلك تقوم بتسليح نفسها وتقوم ببناء ترسانتها النووية وكانت خامس قوة تغزو الفضاء بالاقمار الصناعية على مستوى العالم .
▫️سعت الصين الى زعامة العالم اقتصاديا بتقليل اعتمادها على صندوق النقد والتبعية الغربية وذلك يترأسها تأسيس مجموعة “البريكس” بالتعاون مع روسيا والعديد من الدول الأخرى للخروج من سيطرة الغرب الاقتصادية التي تقودها أمريكا في كافة المجالات.
▫️الإرادة والعزيمة الصادقة، فقد عزم الحزب الشيوعي الحاكم بكل كوادره على نهضة الصين وتقدمها. فقد لاحظ الكثيرون ممن زاروا الصين البنية التحتية التي لا مثيل لها والانضباط في كل شيء والالتزام الشديد بالقواعد وتقديس العمل. وهنا لا بد أن نشير إلى التجربة المصرية وحرصها الشديد على البنية التحتية وتمهيد الطرق والمواصلات فهذه الأمور ضرورية لجذب الاستثمارات وأساس اي تنمية جادة.

▫️تحولت الصين إلى عملاق اقتصادي هو الأسرع نموا في العالم حتى من امريكا نفسها. استطاع هذا الغول اقتحام كافة الأسواق بمنتجاته، بل واستطاعت الصين غزو الأسواق الأمريكية نفسها!

▫️اعتمدت السياسات الاقتصادية الصينية على بناء القدرات في المناطق الريفية من أجل توفير الإمكانيات للمواطنين باعتبارها المسارات الحقيقية للتنمية. وهو ما يتشابه كثيرا مع ما تقوم به الدولة المصرية من مشروعات الحياة الكريمة للمواطنين في قرى الريف المصري.

▫️استطاعت الصين أن تحقق طفرة هائلة ونقلة نوعية كبيرة لتتحول من دولة شرقية نامية إلى قوة سياسية وعسكرية واقتصادية مخيفة مرشحة لأن تتقدم على الولايات المتحدة الأمريكية بفضل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تبنتها وهو ما يدعو للتأمل والدراسة والفحص للاستفادة من تجربة الصين الرائدة .

زر الذهاب إلى الأعلى