أين أنتم من الفقراء في العشر الأواخر من رمضان؟ تعوذ صلى الله عليه وسلم من الفقر لكنه جعل الفقراء الراضين في مرتبة المجاهدين…فحبك للفقراء من أخلاق المرسلين، وتفضيلك لمجالسهم من علامات الصالحين، وفرارك من صحبتهم من علامة المنافقين
وإن لكل شيئاً مفتاحاً، ومفتاح الجنة حب المساكين، وقال صلى الله عليه وسلم: خير هذه الأمة فقراؤها، وأسرعها تضجعاً في الجنة ضعفاؤهاوالفقر أزين للمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس، وآخر الأنبياء دخولاً الجنة سليمان بن داوود لملكه، وآخر الصحابة دخولاً الجنة عبدالرحمن بن عوف لأجل غناه.. وقد رآه الرسول يدخل الجنة زحفاً
ولا أحد أفضل من الفقير إذا كان راضياً، وأحب العباد إلى الله تعالى الفقير برزقه الراضي عن الله تعالى
فأكثروا معرفة الفقراء، واتخذوا عندهم الأيادي فإن لهم دولة، قالوا يا رسول الله ما دولتهم؟ قال: إذا كان يوم القيامة قيل لهم: أنظروا من اطعمكم كسرة أو سقاكم شربة أو كسكاكم ثوباً فخذوا بيده ثم أمضوا به إلى الجنة
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: إن لي حرفتين – أي خصلتين- اثنين فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني: الفقر والجهاد، أي حب الفقراء وحب المجاهدين
وقال الله تعالى لموسى يا موسى: إذا رأيت الفقير مقبلاً فقل: مرحباً بشعار الصالحين، وقال صلى الله عليه وسلم لجبريل: إن الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له
وبالتأكيد ليس الأمر دعوة إلى الفقر أو الاستسلام إليه ولكنه تقدير إلهي ونبوي للفقراء..