قال أهل العلم إذا جاءت ليلة وترية من ليالي العشر الأواخر من رمضان ليلة جمعة فالأقرب أن تكون ليلة قدر، فاذا كنت من أصحاب التقصير في رمضان ولم تحسن ما فات، فاعلم أن الأعمال بخواتيمها، فاذا لم تحسن الاستقبال فأحسن الوداع، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات كما قال ابن تيمية
ومن أهم العلماء الذين رجحوا الجمع بين ليلة الجمعة وليلة القدر هو ابن رجب: إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر فهي أرجى من غيرها في أن تكون ليلة القدر وينسب لابن تيمية: اذا وافقت ليلة الجمعة احدى ليالي الوتر من العشر الأواخر فهي أحرى أن تكون ليلة القدر بإذن الله
ويقول الحسن البصري رحمه الله: أحسن فيما بقي، يُغفَر لك ما مضى، فاغتنم ما بقي من رمضان فلا تدري متى تدرك رحمة الله، فاقتصد في راحتك، واجتهد في طاعتك
وقال ابن الجوزي رحمه الله: الليالي والأيام الفاضلة، لا يصلح أن يُغْفَل عنهنّ؛ لأنه إذا غَفَل التاجر عن موسم الربح
فمتى يربح؟!
وغدا الجمعة خير يوم طلعت فيه شمس، وقبل مغربه ساعة إجابة، ومن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، والصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام
قال ابن القيم: والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، فما بالك وجمعة اليوم تجمع بين خير يوم طلعت فيه شمس، والعشرالأواخر من رمضان
وقال رسول الله: من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفَّخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ
ومن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين، وإن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه، وأرجح الأقوال فيها: أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.. فما بالك حينما يكون هذا في الجمعة الأخيرة من رمضان