مقالات الرأى

د.صابر حارص يكتب : يوميات صائم (27)

لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق

أول ما يوضع في الميزان: حسن الخلق والسخاء، ولن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق، وخير ما أعطى العبد:خلق حسن، وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: خلق حسن

فهل سألت نفسك: ما الغاية من الدين كله؟ فروضه، وسننه، صلاة، وصياما، وقرآنا، ودعاء، وذكرا، وقياما، وصدقة

أجاب صلى الله عليه وسلم: الدين هو حسن الخلق، فأتاه السائل من يمينه وسأله: ما الدين يا رسول الله، قال حسن الخق، فأتاه من شماله وكرر السؤال، فقال النبي: حسن الخلق، فأتاه السائل من ورائه وكرر السؤال ما الدين؟ فالتفت إليه رسول الله وقال: أما تفقه؟

والدليل على ذلك أيضاً: أن خلقه صلى الله عليه وسلم كان القرآن، أي أن الهدف من القرآن كله هو تجسيده في أخلاق يتعامل بها الناس، وقال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم أوصالح الأخلاق، والدين هو المعاملة

وأحب عباد الله إلى الله أحسنهم أخلاقاً، وأحب عباد الله إلى رسول الله وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة أحسنهم اخلاقاً

ولما خلق الله الايمان قال: قوني، فقواه الله بحسن الخلق، ولما خلق الله الكفر قال قوني، فقواه بالبخل وسوء الخلق

وحسن الخلق هو كف الأذى عن الناس، وصنع المعروف لهم، وطلاقة الوجه في استقبالهم ولقائهم، والتودد لهم، والإشفاق عليهم، والصبر على مكارههم، وعدم التكبر والتعالي عليهم، ومخالطتهم باللطف والجمال

لا يجتمع الايمان مع البخل وسوء الخلق، ولا يجتمع، ولا يجتمع النفاق مع السخاء وحسن الخلق

زر الذهاب إلى الأعلى