في الأيام القليلة الباقية من العشر الأواخر من رمضان يمكنك أن تولد من جديد خالي الذنوب حتى لو كنت قد زنيت وقتلت وأشركت، ستجد في الإسلام جنة الخلد إذا تبت وآمنت وعملت عملاً صالحاً، بل سيبدل الله سيئاتك حسنات
وهل يوجد وقت مناسب أو فرصة للعفو الذي يمحو الذنوب من الصحائف ويبدلها حسنات مثل ليلة غد الجمعة وحتى فجرها ليلة الثالث والعشرين التي وردت فيها ليلة القدر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
زنت إمرأة ثم قتلت ولدها من الزنى، فسألت أبا هريرة فقال لها: هلكتِ وأهلكتِ، والله ما لك من توبة، فخرت السيدة مغشية عليها وقالت في نفسها: أفتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، فرجعت إلي رسول الله وأخبرته، فقال متعجباً من رد أبي هريرة (هلكتِ وأهلكتِ) وذكَّرها بقول الله تعالى:
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم..
ومعنى الآيات: أن الإسلام دعا جميع العصاة من المشركين والمسلمين إلى التوبة من جميع الذنوب حتى وإن كثرت وكانت كزبد البحر، بينما خصت الآيات الأولى الزناة والقتلة بمضاعفة العذاب إلاّ من تاب وعمل صالحاً فيبدل الله سيئاتهم حسنات
اللهم ارزقنا ليلة غد الجمعة توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ورضوانا