الإسلام عقيدة، وعبادات، وأخلاق ومعاملات، وليس هناك مجال أن تنفك واحدة منها عن الأخرى، فلا تستقيم صلاتك كعبادة وأنت تغش في تجارتك، ولا يصح صومك وأنت تغتاب زميلك، ولا قيمة للنقاب وأنت تؤذي جيرانك
وقد تتحول الصدقة إلى من وأذى، ويتحول العلم إلى رياء وسمعة، وتتحول الدعوة إلى شقاق وخلاف، ولا تقبل الأعمال إلا بالإخلاص والنية، ولا يقبل الصوم الا بصيام الجوارح
فالعقيدة أساس، والأخلاق ثمرة العبادات، والغاية من الجميع هي المعاملات، لأن الدين هو المعاملة حتى وإن كانالحديث ضعيفا، فقد فرضت العبادات لتصنع معاملات حسنة وأعمال صالحة مع البشر والحيوان والطير والطبيعة، وتترسخ العقائد لتصح العبادات
والعقيدة هي التي تقودك إلى الاعتقاد المطلق الجازم الذي لا يقبل النقاش بكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، عقيدة تقودك إلى الإيمان المطلق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره
والعبادات هي الصلاة والزكاة والصوم والحج، وما يرتبط بها من سنن ونوافل وأذكار
والمعاملات والأخلاق تنظمها الشريعة في كل شئون الحياة، في علاقتك بوالديك وزوجك ورحمك وجيرانك وعلاقتك بالفقراء والضعفاء والظالمين والمتجبرين، وفي البيع والشراء والنكاح والطلاق وغيرها
والأخلاق والمعاملات هي المعيار لصحة الاعتقاد والعبادة، فقد دخلت امرأة النار في هرة او قطة رغم انها كانت صوامة قوامة، لا هي أطعمت القطة ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض..وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، والجار هنا مسلما أو نصرانيا او يهوديا أو ملحدا، وأنت ومالك لأبيك، ومن أذى زميا فقد أذاني، ولا يدخل الجنة نمام، وأقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا
الإسلام دين عجيب يؤسس عقيدة سليمة في النفوس تقوم على الإيمان بالله وكتبه كلها ورسله كلها واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكل ذلك من أجل المعاملات والأخلاق مع المسلم وغير المسلم مع الإنسان والحيوان، ثم يفرض عبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج من أجل المعاملات والأخلاق أيضا…
فالمسلم الذي لم يتغير سلوكه في السلم والحرب، ولم يتغير سلوكه في الرخاء والشدة، أو في الفرح والحزن، أو في السراء والضراء لم يستوعب الغاية من هذا الدين ولم يقطف الثمرة المرجوة منه…اللهم اجعل سلوكنا مرآة لعبادتنا، واجعل عبادتنا خالصة لمعتقداتنا، وعافنا واعفو عنا، ومن شرور خلقك سلمنا