مقالات الرأى

د.صابر حارص يكتب: يوميات صائم (16)

تدبر القرآن وفهمه أهم من قراءته

نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل متفرقا على النبي صلى الله عليه وسلم خلال 23عاما وفقا للأحداث حتى يكون بالغ الأثر في نفوس المستمعين.

أوله إقرأ باسم ربك، وآخره اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.

فإذا لم تقرأ القرآن في رمضان فمتى تقرأه! واذا لم تختم القرآن مرة واحدة على الأقل في رمضان فمتى تختمه! وإذا لم تفهم القرآن في رمضان فمتى تفهمه! وإذا لم تتدبر القرآن في رمضان فمتى تتدبره!

وقد حدد أهل العلم ختم القرآن فيما لا يزيد على 40 يوما، ولا يقل عن ثلاثة أيام حتى يتم فهمه وتدبره

وتعود أن تقرأ القرآن بفهم وتدبر، لأن فهم سورة واحدة وتدبر معانيها أفضل من قراءة عشرات من السور، تدبر القرآن وتأمل معانيه، فربما أية واحدة تتأثر بها تكون سببا في تعلق قلبك وقوة إيمانك

والقرآن طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، فالعلاج بالطب مجرد أسباب ولكن القرآن يجب أن يكون قبل ذلك وبعده، فقد لدغت حية أحد الصحابة فشفى من سمها برقية الفاتحة

سيظل القرآن إعجاز الله إلى يوم القيامة، تحدى الله بالقرآن الإنس والجن والخلق كله أن يأتوا بمثله، ولا حتى بسورة منه، القرآن كلام الله الذي يعجز البشر أن يأتوا بمثله، ومع ذلك لا كرامة للغة القرآن بيننا ونحن يفترض أن تكون أهل القرآن

ساد العرب العالم حتى حاصروا فيينا وأقاموا دولة الأندلس حينما احتكموا للقرآن، بينما وصل العرب الآن إلى قاع البشرية حينما تركوا القرآن، ولن تكون لنا قائمة مرة اخرة إلا اذا احتكمنا للقرآن والسنة

وليس كل من يقرأ القرآن متشابه، فمن يقرأه لجمع المال، ومن يقرأه لشهرة ورياء، ومن يقرأه لأنه كلام الله الذي يجب أن يتدبره ويخشع له ويطمئن قلبه به، ويحتج به يوم القيامة

أقرأوا البقرة وآل عمران والملك ويسن والواقعة والفاتحة والمعوذات، فإن القرآن يحاجج لكم يوم القيامة، فإن القرآن يقيكم من عذاب النار، فإن القرآن يبعد عنكم الشيطان ويقيكم من السحر، فإن القرآن يحفظكم بالليل والنهار

إقرأ القرآن بتدبر حتى تتأثر، اقرأ القرآن في الشهر الذي أنزل فيه القرآن..

زر الذهاب إلى الأعلى