مقالات الرأى

د.صابر حارص يكتب: يوميات صائم (13)

0:00

ولماذا تعوذ النبي من البخل؟
من أعظم الدعوات التي يجب أن تشغلنا في رمضان وغير رمضان التعوذ من البخل، فقد تعوذ منه النبي وهو الجواد الكريم فقال صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر»

ولماذا تعوذ النبي من البخل؟ لأنه من المهلكات الذي يدفع صاحبه إلى أكل الحرام، وظلم العباد، وقطيعة الأرحام، وسفك الدماء، واستحلال المحرمات، والتفريط في الأعراض، والوقوع في براثن الخزي والعار، والشرور والآثام، وملازمة الكذب والنفاق،
وَكتمان مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِ

والبخيل ليس من الفالحين في الدنيا وعذابه يوم القيامة مهين، ويعسر الله عليه كل أمر يسير ويغلق أمامه كل خير ونفع، ولا ينفعه ماله إذا هلك، لا في الدنيا ولا في الآخرة

ويفرق بعض العلماء بين البخل والشح؛ فيعتبرون البخل سلوكا يمارسه البخيل مع الآخرين، أما الشحيح فهو البخيل على نفسه وغيره، والشح أعلى درجات البخل ولا يقتصر على المال أو الماديات عموما ولكنه بخل في المشاعر والعواطف أيضا

وقد حذر صلى الله عليه وسلم من البخل فقال: «وإِيَّاكُمْ والشُّحَّ ، فإنَّهُ دعا من كان قبلَكُمْ فَسَفَكُوا دِماءَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَقَطَّعُوا أَرْحامَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا حُرُماتِهمْ»

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن وفي رواية «ولا جبار» وفي رواية ” «ولا منان»

وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات…فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه»

و قد أورد القرآن الكريم فى ذم البخل سبع آيات فى ست سور، منها:
{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}

{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}

{هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}

زر الذهاب إلى الأعلى