د.سوزان القلينى تكتب: هل ينصف الإعلام المرأة ؟
الإعلام أحد الأدوات غير النظامية للتربية والتعليم .وفي العصر الذي نعيشه بات دوره يفوق دور الوسائل النظامية كالأسرة والمدرسة والجامعة في التأثير وتشكيل الصور الذهنية وتكوين المعتقدات وفي إطار هذا الدور غير المحدود للإعلام في المجتمع يتبادر الي أذهاننا سؤال “هل ينصف الإعلام المرأة؟ في إطار فعاليات الستة عشر يوم عنف ضد المرأة، نظمت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة ثاني فعالياتها بندوة افتراضية تحت عنوان “الحقوق الإعلامية للمرأة” ، بهدف تفعيل الكود الإعلامي لتناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام الصادر عن اللجنة وتضمين المواد الدرامية بالقضايا التي تهم المرأة، وتقليل نسب العنف داخل الدراما المصرية ضد المرأة.
وقد أشار وزير الأوقاف الاستاذ الدكتور محمد مختار جمعة إلى أن دور الاعلام والمؤسسات الوطنية هو دور متكامل وفكر متقاسم لبناء الوعي ومعالجة مشكلات المجتمع، مؤكدا على وجوب تجديد الخطاب الديني والتكاتف معا لنبذ العنف بصفة عامة ونبذ العنف ضد المرأة بصفة خاصة
كما أن جميع رسائل الأديان السماوية قائمة على الرحمة والتراحم ونبذ العنف ونبذ الأذى سواء بالقول أو بالفعل، مؤكداً على أن الرسول صلي الله عليه وسلم خص المرأة بمزيد من الوصايا ومزيد من الرحمة الخاصة بها مؤكداً أنه لتحقيق ذلك يجب التكاتف بين الإعلام الديني والثقافي.
وأضافت الدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام أن سياسة الدولة تدعو إلي تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فإن تمكين المرأة إعلامياً يتحقق بتوفير وتفعيل حقوقها في الاتصال، مشيرة إلي أشكال العنف ضد المرأة في الإعلام والتي تتضمن تحجيم دور الصحفيات أو الاعلاميات في عدد من برامج الموضة والطهي بينما لا وجود لها بشكل واضح وصريح في كثير من البرامج السياسية أو الاقتصادية أو الدينية أو الرياضية، وتحجيم دور المرأة في الإدارة الإعلامية، بالإضافة الي التصميم والمبالغة في إبراز الجرائم التي سببها النساء مثل ربط جرائم الثأر بالأم.وطالبت بتفعيل مواثيق الشرف الإعلامي ومدونات السلوك المهني التي أصدرها المجلس القومي للمرأة سواء في الدراما أو في البرامج المختلفة وعدم اللجوء إلي تنميط الوظائف الإعلامية علي حسب النوع، بل حسب القدرات والامكانيات والتمكين نفسه.
وأضاف الإعلامي الدكتور عمرو الليثي رئيس الإذاعات والتليفزيونات لدول مجلس التعاون الاسلامي، عن أن المرأة هي الشريكة الفاعلة والمؤازرة في جميع نواحي الحياه
وتطرق إلى حقوق المرأة الإعلامية من خلال إنشاء محتوي يراعي الفوارق بين الجنسين ويحطم القوالب النمطية عن طريق تحدي المعايير والقوالب الاجتماعية والثقافية التقليدية بما لا يخل بقيمنا الأصيلة، أيضاً يتوجب اظهار النساء في الأدوار القيادية وكخبراء في الموضوعات المختلفة التي تشغل الرأي العام علىأساس يومي وليس كاستثناء.
كما أشارت السيناريست ميرنا الفقي أن الإعلام بكافة فروعه له دور مهم في تغذية المجتمع ثقافياً وعلمياً وتوصيل معلومات يجهلها الكثيرين مما يساهم في بناء المجتمعات،
ومع ذلك مازالت صورة المرأة في الدراما تبرز كمفعول به وليس فاعل، وأن بعض البرامج تختصر دور المرأة في خدمة الرجل فقط .
فيما تناول الإعلامي أحمد المسلماني الفرق بين التمثيل الشخصي والتمثيل الفكري للمرأة، مشيراً إلي الشغف الكبير بموضوع التمثيل الشخصي للمرأة بما يعني أن تكون المرأة وزيرة، أن تكون رئيسة جامعة، أن تكون محافظة أو نائبة في البرلمان، مؤكداً علي أن التمثيل الشخصي لا يعني بالضرورة التمثيل الفكري أو تمثيل القضايا، أو تمثيل الهموم والمشكلات، وبالتالي وجود المرأة في المناصب الكثيرة ليس مؤشراً كافياً علي تحسين وضع المرأة، فإنه واحد من عشرات المؤشرات، فيجب التوازن بين ما هو شخصي و ما هو موضوعي.
وتطرق إلى المرأة من حيث الكم والكيف، مشيرا اليي وضع المرأة في الإعلام يتراجع بالرغم أن طالبات الإعلام أكثر من طلاب الاعلام، وعضوات لجنة التدريس أكثر من أعضاء لجنة التدريس، ووظائف الإعلام والصحفيات ربما يكن أكثر من الرجال، فالأمر ليس متعلقاً بالوجود الكمي للمرأة، إنما متعلق بالوجود الكيفي، فالكم لا ينعكس علي الكيف.
وكما يجب علينا الاعتراف بالتدهور نتيجة ابتكار واختراع وسائل التواصل الاجتماعي والسعي وراء الترند يجعل كثير من الناس يهاجمون الحياة الزوجية، فالصراع وراء الترند هو رجالي ونسائي، فكثير من الإعلاميات يسعين إما بالهجوم علي الرجال أو النساء أو بالهجوم علي الزواج، فالترند سحق الجميع نتيجة توغل وسائل التواصل الاجتماعي.
وطالبت نشوي السقا عضو لجنة الإعاقة بالمجلس القومي للمرأة إتاحة الفرصة لذوي الإعاقة للمشاركة في الإعلام والأخبار، وإلزام المسلسلات في الدراما أن تكون مترجمة بلغة الإشارة، بالإضافة إلى نشر ثقافة الفكر الإيجابي للأشخاص من ذوي الإعاقة،
نحن لا نمكن المرأة إنما نمكن المجتمع بالمرأة وفي سبيل تحقيق ذلك لابد من تكامل جهود كل مؤسسات المجتمع مع الإعلام وتنمية الوعي المجتمعي .
ويبقي السؤال هل ينصف الإعلام المرأة؟
Npasuzan1@ Hotmail.com