مقالات الرأى

د.إيمان إبراهيم تكتب: يوم الأرض

بالأمس القريب احتفل الشعب الفلسطيني بالذكرى 47 ليوم الأرض، والذى ربما لا يعرف الكثير منا شيئًا عن ذلك اليوم الذى يؤكد من خلاله الشعب الفلسطيني مدى تمسكه بأرضه وهويته، التي ما زالت محور نضال الفلسطينيين وجوهر الصراع مع الاحتلال الغاشم، الذى يحاول الاستيلاء علي تلك الأراضي بكافة السبل، بل وتزييف الحقائق لمحاولة طمس حقيقة هذا اليوم.
ففي عام 1976 قامت السلطات المحتلة بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، (والدونم هو وحدة قياس تعادل الف متر مربع) بحجة تطوير منطقة الجليل الفلسطينية، وعندها انطلقت المظاهرات والاحتجاجات رفضًا لقرار المصادرة، وأدى هذا الاحتجاج والرفض إلى مواجهات بين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية، والتي انتهت باستشهاد ستة مواطنين واعتقال العديد من سكان تلك المناطق التي تم مصادرة أراضيها.
وكان ذلك يوم الثلاثين من مارس عام 1976، ومنذ هذا اليوم وحتى الآن تعوَّد الفلسطينيون على إحياء تلك الذكرى الأليمة كل عام، ويكون ذلك من خلال العديد من مظاهر الاحتفال التي اعتادوا عليها مثل إقامة الفاعليات، الاحتجاجات، وإطلاق جداريات ومجسمات تعبر عن فلسطين بشكل عام، إضافةً إلى زراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفها الاحتلال،… وغيرها الكثير من مظاهر الاحتفال بيوم الأرض، و الذي يشير إلى مدى أهمية وعظمة هذه الأرض المباركة عند الفلسطينيين.
وهو ما يتنافى مع ما يدعيه البعض وهو أن الفلسطينيين قد باعوا أرضهم، والحقيقة أنهم ينفقون كل ما هو عزيز وغالِ لاسترداد كل شبر من أراضيهم المحتلة، ولكن علينا أن ندرك أنه لا يمكن أن يتحقق النصر لفلسطين بدون تكاتف الدول العربية مع بعضها البعض، لمناهضة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، ومواجهة المحتل بكل ما نملك نحن العرب، إضافةً إلى أنه لابد من تنمية وعى الأطفال والشباب بالقضايا العربية الماضية والمعاصرة لكى لا يكونوا بمعزل عن واقع أوطانهم العربية ويعرفون تاريخ وحاضر شعوبهم.
فمن الممكن أن يتم ذلك من خلال اطلاعهم على الروايات الحقيقية لبعض الوقائع التي تحدث في الوطن العربي ككل، فعلى سبيل المثال وليس الحصر يمكن عمل دوائر حكي في المنازل ويقوم الأب أو الجد أو أي شخص مثقف بجمع الأطفال والشباب داخل الأسرة أو العائلة ويَقص عليهم بعض القضايا العربية المطروحة على الساحة بدقة، عندها سوف يتم تجاذب أطراف الحديث بين الراوي والأطفال والشباب ويتساءلون عن الأشياء غير المفهومة بالنسبة لهم والأشياء التي لا يعرفونها، و كثرة التساؤلات تزيد معرفتهم بالقضية محل التناول .
كما يمكم أيضًا تنمية وعيهم من خلال إضافة جزء للمقررات الدراسية يتناول بعض القضايا التي تعانى منها بعض الدول العربية، لاسيما قضية فلسطين وطرح سؤال على الطلاب والتلاميذ يكون مفاده كيف يمكن مواجهة هذه العقبات؟ ليدلو كل منهم بدلوه وعندها تشغل القضايا العربية ولو جزء يسير من أذهان وعقول أطفال اليوم ورجال المستقبل
ونتمكن نحن الآباء والأمهات من مواجهة ناقوس الخطر الذى يستهدف عقول أبنائنا بتزييف الحقائق، لضحد الصورة التي يريد المحتل أن يرسخها في أذهان وعقول أبنائنا، ولا يمكن أن يتم ذلك سوى بتنمية وعى النشىء العربي بشتى قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية كأحد أهم آليات مواجهة العدو الغاشم.
وأن يكون ذلك نابع من إيماننا بقدرتنا على التغيير وأن القدس عاصمة فلسطين الأبية العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى