مقالات الرأى

د. إيمان إبراهيم تكتب: الخلافات الزوجية في عصر الإنترنت

يعاني بعض الأزواج منذ القدم من الخلافات التي تنشب بينهما نتيجة العديد من الأسباب، منها علي سبيل المثال وليس الحصر الخيانة الزوجية، العوامل الاقتصادية، وتدخل الأهل، وتربية الأبناء، والفتور العاطفي… وغيرها من الأسباب التي ربما تؤدي إلي وجود خلافات بين الزوجين.
ففي الماضي، كان تدخل الأهل لاسيما “الحمى” من أسباب الخلافات الزوجية وهذا ما عكسته بعض الأفلام مثل فيلم “حماتي قنبلة ذرية” وغيرها من الأفلام، وينعكس هذا التدخل بشكل سلبي على حياة الزوجين، وذلك نتيجة ما يقدم من نصائح وإرشادات لهما، والتي ربما لا تتلاءم هذه النصائح مع أحد الزوجين، وعندها تنطلق شرارة البدء لإشعال الخلافات بين الزوجين.
أما في العصر الحالي، فقد أدى وجود الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة إلى تغير الوضع بشكل كبير، حيث أصبحت تلك المنصات جزءًا أساسيًا من الحياة العصرية.
فمن خلالها ربما ينغمس الزوجان أو أحدهما في استخدام هذه المنصات بشكل يجعله يتسلل إلى غرف الدردشة ليبدأ الحديث بينه وبين الطرف الآخر من المستخدمين على الإنترنت بالتعارف في بعض الأحيان، ويتحدث أحدهما أو كلاهما عن ما يعانيه في حياته مع شريكه ليقوم كلا الطرفين أو أحدهما بنسج خيوط الخيال التي تصنع بيئة ملائمة لتحقيق أحلام الآخر، والتي تتعارض تمامًا مع الواقع الذي يعيشه.
ومن هنا تبدأ المشكلة، دون أن يتطرق إلى ذهن أحدهما أن ما يفعله خيانة زوجية لشريك حياته، ثم تتطور العلاقة الوهمية بينهما في العالم الافتراضي إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، حيث يسعي الزوج أو الزوجة الخائنة إلى توطيد العلاقة بشكل أو بآخر مع الطرف الذي يتحدث اليه عبر غرف الدردشة المختلفة، ليتحررا من ذلك العالم الافتراضي للمقابلات الواقعية، ومن هنا تحدث حالة من الفتور العاطفي بين الزوجين وتنشب الخلافات بينهما، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار العلاقة بأكملها، حيث أثبتت دراستي للماجستير عام 2017م أن الفتور العاطفي جاء في مقدمة أسباب الخلافات الزوجية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر على الثقة بين الزوجين، فعندما يختبئ أحدهما ويخون الثقة المتبادلة بينهما، سواء كان ذلك عن طريق التحدث مع شخص آخر أو مشاركة صور أو معلومات خاصة، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى خلافات وصراعات دائمة بين الزوجين، وعندها يصبح الإنترنت النافذة التي تهب منها الريح دون سابق إنذار وتلقي بالضحية “الزوج أو الزوجة” ومن يعول إلى غيابات الجب.
ومن أجل تفادي هذه المشكلات، ينصح بضرورة الحفاظ على الثقة والصدق بين الزوجين، وتجنب التحدث مع أي شخص آخر بطريقة تتعارض مع العلاقة الزوجية المتبادلة، كما ينبغي التحدث مع الشريك بصراحة وتوضيح أي مخاوف أو مشاكل تواجههما، وذلك لتفادي حدوث أي خلافات أو مشاكل في المستقبل…

زر الذهاب إلى الأعلى