د.إيمان إبراهيم تكتب: الأزمة الاقتصادية والشائعات
تعد الشائعات من أخطر الأسلحة الفتاكة في حروب الجيل الرابع ، لاسيما في عالم يزاد اشباعًا برقمنة وسائل الإعلام، ففي هذا العالم لم يقتصر نشر أو استقاء الأخبار والمعلومات على المصادر ذات الصلة والموثوقة فقط بل ظهرت العديد من المنصات الاجتماعية المختلفة مثل الفيس بوك وغيرها، مما أسفر عن ظهور ما يسمى بصحافة المواطن أو الصحافة التشاركية والتي تشير إلى العامة الذين يقومون بدورًا نشيطاً في جمع المعلومات والأخبار ونقلها وتحليلها لتحريك الرأي العام في اتجاه معين، وهى شكل من أشكال الممارسات الصحفية غير المهنية والتي تساهم بشكل كبير في انتشار الشائعات خاصًة وقت الأزمات وبالأخص الازمات الاقتصادية بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد.
تعريف الشائعة:
الشائعة وجدت منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهي عبار عن “الأخبار والأحاديث والروايات التي يتناقلها الناس دون التحقق من صحتها وقد تشمل الشائعة جزء من الحقيقة بحيث لا يدع مروج الشائعة للسامع فرصة للتشكيك فيما يقوله” وتستخدم الشائعة أثناء الأزمات ومنها الأزمات الاقتصادية بهدف إثارة البلبلة والرعب في نفوس أفراد المجتمع وخلق أزمة ثقة بين المواطن وصناع القرار مما يؤثر سلبًا على التوقعات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية.
وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الشائعات:
أدى سهولة الولوج والاستخدام المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل الفيس بوك إلى اعتمادها كمصدر من مصادر المعلومات لدى الكثيرين مما أسفر عن بروز وترويج بعض الشائعات وانتشار الأخبار والمعلومات الاقتصادية مجهولة المصدر، لاسيما في الآونة الأخيرة جراء الآزمة الاقتصادية التي تعانى منها البلاد، مما أدى إلى استخدام تلك المنصات كأداة فاعلة لمن يريد بس الشائعات في ظل كثرة الأخبار وسرعة تدفق المعلومات الاقتصادية وسهولة تداولها عن تلك الأزمة.
ولا شك أن تلك العوامل أسهمت في ظهور العديد من الجشعين ومعدومي الضمير من التجار والمغرضين الذين باتوا يتلاعبون بالأسواق وأسعار المواد الغذائية واختفائها، من خلال ترويج بعض الشائعات بواسطة بعض المندسين، ومن هذه الشائعات أن “سعر زجاجة الزيت سوف يصل إلى مائة جنية وأن الدولار سيتضاعف سعرة وأن البنوك سوف تقوم بحجب الودائع وعدم قدرة أصحابها على استردادها “وكانت النتيجة أن بيعت الحلبة للفقراء على أنها زيت مدعوم بنصف الثمن وتم استغلال الفيزا في سحب الدولارات من خارج البلاد وقيام بعض المودعين المصريين وغير المصريين بسحب أرصدتهم من البنوك…. “يا عيني عليكِ يا مصر حتى ولادك بقوا عليكِ مش معاكِ” !!.
ولهذا كله يجب علينا أن نفيق مما نحن عليه الآن لنواجه تلك الشائعات ولم ولن يتحقق ذلك من خلال التجاهل في ظل وجود وسائط التواصل الاجتماعي المتعددة، ولكن يمكن أن يتحقق من خلال أن نُعود أنفسنا ونربى أبنائنا على الوعي الناقد للمعلومة والقائم على فحص واستقاء المعلومات من العديد من المصادر الموثوقة وذات الصلة فلا نصدق كل ما نسمعه فبلادنا تستحق أن نحافظ عليها ونقف بجانبها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فهي الأم التي تحنو على أبنائها مهما قسوا عليها وجار عليها الزمان.
فكن سفيرًا لبلادك ينشر الأخبار الاقتصادية الإيجابية التي تدحض الشائعة فنحن من نبنى مجد أوطاننا ونصدر الصورة الذهنية عن بلادنا فاحترموها لكى يحترمنا الآخرون.