مقالات الرأى

د. أماني فاروق تكتب: التدريب تأشيرة دخول عالم الذكاء الاصطناعي

0:00

في عالمنا المعاصر، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يتغلغل في كافة مناحي الحياة، من الاقتصاد إلى الإعلام، ومن التعليم إلى الترفيه. هذا التطور السريع والانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي يفرض علينا تحديات جديدة، أهمها كيفية الاستفادة المثلى من هذه التقنيات بطرق تعزز من قدراتنا وتوسع آفاقنا .
إن التعامل الصحيح مع الذكاء الاصطناعي لا يتطلب فقط المعرفة النظرية، بل يتطلب أيضاً اكتساب المهارات العملية التي تمكننا من توظيف هذه التقنيات في حياتنا المهنية والشخصية بشكل فعال.
كوني مديرة مركز التدريب والتطوير في مدينة الإنتاج الإعلامي، أتيح لي أن أعيش على أرض الواقع تجربة واحدة من أهم الدورات التدريبية التي أقيمت في المركز. هذه الدورة التي شارك فيها مجموعة متميزة من طلاب كليات الإعلام في جامعات بدر والسويس والنهضة، كانت تجربة غنية ومميزة .
الدورة التي حملت عنوان “الاستخدام الصحيح لتقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي: مقروء – مسموع – مرئي”، قدمها خبير الذكاء الاصطناعي والكاتب الصحفي أشرف مفيد، رئيس تحرير بوابة مصر الآن.
لقد لمست في وجوه المتدربين سعادتهم وهم يكتشفون بأنفسهم أهمية التدريب الصحيح. أخبرني بعضهم أنهم كانوا يستخدمون تقنيات مثل شات جي بي تي ويعتقدون أنهم يقومون بعمل خارق، لكنهم فوجئوا بعد تعلمهم هندسة الأوامر والطرق الصحيحة للتعامل مع هذه التقنيات، أن ما كانوا يقومون به كان مجرد نقطة في محيط المعرفة. التدريب هنا لم يكن مجرد نقل للمعرفة، بل كان رحلة لاستكشاف الذات واكتساب مهارات جديدة قادرة على إحداث فرق حقيقي في مسيرتهم المهنية.
من خلال هذه الدورة، استطاع المتدربون إنتاج نماذج متنوعة من نشرات وبرامج إعلامية باستخدام الذكاء الاصطناعي. بدأوا بإنشاء المحتوى المكتوب، ثم تحويله إلى صوت، وأخيراً تحويل هذا المحتوى إلى أعمال مرئية والأجمل في هذا كله، أن المهارات التي تعلموها كانت ترتكز على كيفية التعامل مع الأدوات المتاحة والمجانية، مما منحهم القدرة على إنتاج فيديوهات بلا أي تكلفة مادية.
انا على قناعة تامة بأن التدريب سيظل هو تأشيرة الدخول لعالم الذكاء الاصطناعي من أوسع الأبواب. في الوقت الذي يمنحنا التعليم الجامعي المعرفة، يكسبنا التدريب المهارات العملية التي تمكننا من توظيف هذه المعرفة بشكل صحيح وفعّال. ومن هنا، يجب علينا أن نحرص على توفير فرص التدريب والتأهيل للشباب، لأنهم هم من سيقودون عجلة التقدم في المستقبل القريب، وما تعلموه اليوم من مهارات سيمكنهم من الابتكار والإبداع في عالم يتغير بسرعة فائقة.
———-
مدير مركز التدريب والتطوير بمدينة الإنتاج الإعلامى

زر الذهاب إلى الأعلى