دكتور عماد عبد البديع يكتب: التسريبات الأمريكية و الجاسوسية الالكترونية
تابعنا مؤخراً قضية التسريبات الأمريكية التي هزت الأوساط الأمريكية والعالمية، والتي سببت حرجا للإدارة الأمريكية، خصوصا تلك التي تشير إلى تجسس الولايات المتحدة الأمريكية على حلفائها. فلقد سربت العشرات من الوثائق والصور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي تويتر والغرام وديسكورد وغيرها من المواقع.
وتتعلق هذه الوثائق التي اتخذت طابع سري وسري للغاية بوضع الحرب في اوكرانيا ومعلومات تفصيلية عن أوضاع القوات على الأرض والخسائر في كلا الجانبين منذ بدء الحرب وتتحدث عن خطط الولايات المتحدة إمداد وتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة لتنفيذ ما يعرف بخطة الربيع التصدي والهجوم على القوات الروسية.
وقد سارعت الإدارة الأمريكية في التكثيف من التحقيقات للوصول إلى المسؤول عن هذه التسريبات لتشير نتائج التحقيقات الأولية إلى تورط ضابط يعمل بقوات الحرس الوطني الجوي يدعى جاك تيكسيرا ذو الواحد وعشرون عاما وذلك عبر اشتراكه في إحدى مجموعات التواصل الإجتماعي الخاصة بتطبيقات العاب الفيديو، و وجد من ضمن هذه المجموعة أعضاء يمتلكون الجنسية الروسية.
والذي يعنينا في قضية التسريبات هذه ويمكن التوقف عنده نقطة في غاية الخطورة أن الجاسوسية لم تعد تعمل في شكلها التقليدي وانما تطورت مع العصر لتستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة و وسائط التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات سرية وتجنيد عملاء دون علمهم للوصول إلى معلومات سرية حول الدول .
وهو ما يتفق مع ما ذكره جوليان أسانج صاحب تسريبات ويكيليكس أن شبكات التواصل الاجتماعي اضخم واخطر جهاز تجسس و استخبارات ابتكره الإنسان وعرفته البشرية منذ فجر التاريخ.
كل ذلك يشير الى خطورة شبكات التواصل الإجتماعي وإمكانية استغلالها في التجسس من أجل إلحاق الضرر بالدول المستهدفة.
لذلك وجب علينا التنبه جيدا إلى خطورة التعامل مع جهات أو مصادر مجهولة عبر تلك المواقع واحذر عند الانضمام إلى صفحات أو مجموعات أو تطبيقات قد تستهدف جمع معلومات حول طبيعة عمل الشخص وأماكن عمله أو غيرها من المعلومات التي قد تضر بمصالح الامن القومي لبلادنا.