مقالات الرأى

دكتور عماد عبدالبديع يكتب : منطق القوة في عالمنا المعاصرة

0:00

من خلال ملاحظتنا للحروب التي تخوضها اسرائيل في منطقه الشرق الاوسط مؤخرا في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا وغيرها، أصبحنا ندرك بما لا يدع مجالا للشك اننا اصبحنا اليوم نعيش في عصر لا يعترف الا بالقوي، وان القوه هي التي تشكل اساس التعامل مع الدول المختلفه….

وفي الوقت ذاته اوضحت هذه الاحداث لنا بكل قوه ضعف المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة في التصدي للعربده الاسرائيليه في منطقة الشرق الاوسط وعدم قدرته على وضع حد لطموحات نتنياهو التوسعيه واحلامه التوراتية بتوسيع دوله اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل… فلا الأمم المتحده بمجالسها المختلفه ولا المنظمات الدوليه ولا محكمة العدل الدوليه قادره على ردع الكيان الصهيوني ومحاسبته على جرائمه الشنيعة في المنطقة …

واوضحت هذه الحروب ايضا ان الغلبة لم تعد للأسلحه التقليديه وانما بتطوير اسلحه حديثه تتعلق بالتجسسيه المعلوماتيه والاحداثيات الالكترونيه وغيرها،،، لذلك لا استغرب ابدا حينما ارى حرص القياده السياسيه في مصر دائما على تسليح الجيش المصري بأحدث الاسلحه وذلك حتى نكون على اهبة الاستعداد دائما لحماية امننا القومي ضد اي مشاكل او اي أخطار تهدده …

إنني أربط في حقيقه الامر دائما بين هذا وبين ما يدعو إليه الرئيس السيسي دائما من ضرورة تعليم الاجيال والشباب الصاعد بعلوم الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والبرمجه الالكترونيه، فهي لغه العصر وهي رمانه الميزان في تحديد الغلبه للدول وللجيوش في المستقبل القريب ،،، لذلك فإن هناك دعوه ضروريه وحاجة ماسه لان نتعلم ونتعلم ونبدع وان نعمل بجد حتى نحافظ على امننا وعلى استقلالنا ضد اي قوه او اطماع تهدد بلدنا الحبيب …

لذلك فنحن في أمس الحاجة إلى القوة بكل مظاهرها ، قوة التعليم، قوة الاقتصاد، قوة الصحة، قوة التماسك الاجتماعي … القوة بكل مظاهرها وبكل ما تعنيه من معنى،،، لذلك يسرني كثيرا عندما أقارن بين قدرات جيشتا المصري بالجيوش الاخرى في منطقه الشرق الاوسط، فطبقا لتقرير جلوبال فايت فاير التابع لمجلس الامن يأتي الجيش المصري على قائمه اقوى الجيوش في منطقة الشرق الأوسط،،، ومع ذلك على طول تاريخ مصر القديم والحديث لم تعتدي مصر ابدا على غيرها ولكنها على استعداد دائم لاي غزو او اي محتل… فمصر هي التي اوقفت المغول بعدما اجتاح العالم كله واسقاط الخلافه الاسلامية في ذلك الوقت ..

ان المستقبل لن يرحم الدول الضعيفه، ولن يرحمنا اذا تخلفنا على الركب الحضاري والتقدم والتكنولوجيا… لذلك هناك دعوه دائمة لان نتمسك بقيمنا واصولنا وتعليمنا، وان نكون على اهبة الاستعداد دائما لاي تحديات،، كما قال الله سبحانه وتعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوه حتى نكون بجد على قدر المسؤوليه والتحدي ولا نكون لقمة سائغه في افواه الاخرين…

زر الذهاب إلى الأعلى