مقالات الرأى

دكتورة حنان عيد تكتب : (لمن تُرفع القبعة)

0:00

رَفْع القبعة تعبير ثقافي يدل على الاحترام والتقدير .. أو كإشارة للتحية بدون كلام .. وكانت هذه إحدى العادات الغربية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ..

وكلُّ منا لديه أشخاص يستحقوا رفع القبعة .. ولا تُرفع القبعة إلا لمن يستحق ..

وبمناسبة بداية العام الدراسي الجديد أود أن أرفع القبعة مع الشكر للسيد وزير التربية والتعليم الذي يؤدي عمله كأفضل ممن حملوا عدة شهادات عليا .. لقد أخذ نصيبه من السخرية بسبب نزع لقب دكتور منه ..

ولكن أثبت بعمله وقراراته أنه كفؤ لهذا المنصب حتى وإن لم يوضع أمام اسمه حرف د .. أحييه على جرأته في تجريد كل مدرس من ابتزازه لأولياء الأمور تحت مسمى درس خصوصي .. ما الفرق في خصوصي أو عمومي إلا النقود التي تسابقوا بسببها من يكون الأشطر في نهب جيوب الأسرة المغلوبة على أمرها لتعليم أولادها .. دائماً ماطالبنا بوضع حد لهؤلاء ولا حياة لمن ينادي .. وعندما جاء من تجرأ واتخذ عدة قرارات لصالح الطالب وأسرته .. وجدنا كل واحد برأي وشكوى وصراخ وعويل .. هذا الوزير لم يفعل شئ إلا أنه أعاد الأمور إلى نصابها وأعطى كل ذي حقٍ حقه .. فهذا ما كان يتم منذ زمن وجود الطالب والمدرس بالحرم المدرسي.. الذي لم يعد لا حرم ولا مدرسي..

ولكل قرار مميزاته وعيوبه .. ولكن اتركوه يكمل برنامجه في المؤسسات التعليمية التي لم تعد إلا أوكار للطيور والغربان وخالية من الطالب والمدرس .. دعوا الاحساس بكلمة تربية وتعليم تعود إلى البيوت .. ليته يقرر حصص خاصة بالعسكرية والانتماء والولاء للوطن مع عودة ترديد الأناشيد الوطنية .. بلاها سناتر بلاها نوم بلاها طالب بلا هدف.. بلاها هم .. كل عام من أين لنا بمصاريف الكتب الخارجيةوالدروس والأكلات .

أستطيع الآن أن أقول لدينا وزارة للتربية والتعليم .. ولكن عليك أيها الوزير كما قررت غلق أبواب .. عليك فتح أبواب أخرى لزيادة أجور المدرسين لقتل حججهم ووأد الفتنة والأسباب ..

كما على كل مؤسسات الدولة معاونة هذا الوزير .. لأنه بسبب تأخر الجرأة في القرارات استوطن الفساد وكثرت أوكار الغربان .. ولن يستطيع الوزير بمفرده تحسين الأوضاع في يوم وليلة فهناك من يحمل السلاح لمحاربته .. أعانك الله في كل قرار عزمت على تنفيذه ونحن معك والكل واجب عليه المساعدة بدون كثرة الولولة ..

عزيمة المصري ووطنيته وجبروته لتحقيق الأفضل هي سر جمال مصر وقوتها لذا أثق في الله ثم في كل طالب وولي أمر يستطيع العبور من تلك المرحلة الفاصلة.

عودوا إلى رشدكم.
كل الاحترام لمن خالفني الرأي .. كما أكنه لمن وافقني .. وأقدر حتى قساة القلوب .. لأنني لا أتعامل إلا بأخلاقي .. فالدين المعاملة .. والاحترام هو من يخلق التعايش الراقي بين الناس سواء كان وزير أو عامل .. تحياتي لكم أينما كنتم وأرفع لكم القبعة لأني أحبكم في الله .. عذراً للإطالة كعادتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى