أعدت الفنانة والأكاديمية الدكتور داليا صالح فرح رئيس قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، دراسة أكاديمية بعنوان: “مسرح الدولة في مصر ما بعد الاستعمار ودوره في تأكيد الهوية الثقافية المصرية”، وقد تم قبول الدراسة للنشر في مجلة علمية محكمة تصدر عن دار نشر تايلور وفرانسيس بالمملكة المتحدة، حيث أنالمجلة مصنفة على قاعدة بيانات سكوبس Scopus ومصنفة في الربع الاول “Q1” ضمن أعلى 25% من المجلات العلمية المتخصصة وفق معامل التأثير.
وقامت الدكتور داليا فرح بإعداد الدراسة خلال مهمة علمية قامت بها في جامعة ويتواترزراند The University of The Witwatersrand بمدينة جوهانسبرج بدولة جنوب أفريقيا لمدة ستة أشهر، حيث يتناول البحث مسرح الدولة في مصر في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952، ويوضح أن ثورة 1952 لم تكن ثورة لتغيير الأوضاع السياسية فحسب؛ بل كانت ثورة أحدثت تغييرات جذرية في المجتمع المصري على كافة المستويات. وتبين الدراسة أنه في فترة ما بعد الاستقلال جسدت مصر مثالاً على القومية المناهضة للاستعمار، والتي تهدف إلى مقاومة الهيمنة الثقافية العالمية الأولى. استهدف البحث التحقيق في كيفية معالجة مسرح الدولة في مصر ما بعد الاستعمار لقضية الهوية الثقافية المصرية؛ ضمن المشروع الثقافي للجمهورية الناشئة الجديدة، حيث تم إجراء دراسة وصفية تحليلية لتحديد كيفية معالجة المشروع الثقافي المصري لتعقيدات ومآزق التجربة الاستعمارية. علاوة على ذلك، لا تعمل هذه الدراسة على تحديد الاتجاهات الأدبية للتأصيل في المسرح المصري الحديث فحسب، بل تبحث أيضًا في كيفية التوفيق بين الأصالة والمعاصرة في هذه الاتجاهات.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها أن اتجاهات التأصيل الناشئة في المسرح المصري كانت تتركز في تيارين أساسيين: الواقعية والتراث. كما يعرض البحث دراسات حالة لعروض مسرح الدولة خلال الفترة الناصرية – فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر – والمنتمية إلى تياري الواقعية والتراث، بتضمن ذلك أعمال الكتاب البارزين: توفيق الحكيم، نعمان عاشور، ألفريد فرج، علي أحمد باكثير، علي سالم، سعد الين وهبة، إحسان عبد القدوس. وإجمالا فإن البحث يسعى إلى الجمع بين مجالين يتعلقان بدراسات ما بعد الاستعمار: مسألة الهوية الثقافية، ودور الإنتاج المسرحي في حركات التحرير الوطني. وجاري نشر البحث بمجلة “مسرح جنوب إفريقيا South African Theatre Journal” والتي تصدر عن دار نشر تايلور وفرانسيس Taylor & Francis.
يُذكر أنه قد تم فتح قناة علمية بين جامعتي (الأقصر – مصر) و (ويتواترزراند – جنوب أفريقيا) حيث تم اختيار الدكتورة داليا فرح كباحث مشارك لمدة ثلاث سنوات بكلية العلوم الإنسانية بجامعة ويتواترزراند، وهي إحدى أعرق الجامعات الأفريقية والتي يتزامن هذا العام مع الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيسها في 1922م.