خديجة حمودة تكتب: نبوءة من السماء
تدور بِنَا الحياة العمر كله بلا توقف ولا استراحات او هدنة او اتفاق دولى او اقليمى على وقف الدوران الذى يشبه إطلاق نيران كثيفة ولكنها صديقة وحبيبة برغم صوتها الهادر فهى لا تؤذى الا عن طريق الخطأ ويمكن تجاوزاً ان نقول بالاتفاق مع القدر والنصيب نيران لاتحرق ولا تدمر ولا تسقط مبانى ولا تهاجم مدارس او مستشفيات او وزارات او احياء سكنيةولا تستخدم قنابل كيميائية او بيولوچية او جرثومية لانها تبحث لكل سكان الارض عن السر الذى من اجله يحتملونها ومعها اى شئ اخر مهما صعب وازدادت الآمه . تبحث لهم عن السعادة ولكنها لا تجد لها تعريف او وصف تتفق عليه معهم فهى الوصفة السحرية وهى اللغز والفكرة التى سيطرت على فلاسفة العصور القديمة وحتى الان . تدور بِنَا الحياة ونحن نلتحف بأحضان احبتنا من قسوتها وعواصفها واختطافها لسعادتنا فى بعض الأحيان الا ان هناك من وجد السر والسبب والطريقة المثالية للحفاظ عليها بلا نقصان الا وهو ان نقتسمها مع الاحبة والاهل والاصدقاء والزمان والمكان وجميع المخلوقات التى تشاركنا الحياة . فقد كتبت احدى الصديقات جميلة القلب والمشاعر هذا المعنى فى احدى تعليقاتها وهو ما دفعنى للبحث وراء السبب فى انها تزداد وتتضاعف كلما قسمناها فيما بيننا .
واذا كانت السعادة فى اللغة العربية هى الفرح والابتهاجا وكل ما يجعل النفس فى بهجة ورضا فقد اعتبرها المصريين دائماً اصحاب الإحساس العالى والذوق الرفيع اجمل تحية حيث اعتادوا على استخدام كلمة (سعيدة ) . وعنها قال ( غاندي ) لا تتوقف السعادة على ما تستطيع الحصول عليه بل على ما تستطيع منحه للآخرين . اما الفيلسوف الألمانى ( نيتشه ) فيرى انهاالمقاومة والإرادة فحينما يقاوم الانسان للحصول على ارادته واستردادها يتولد لديه الإحساس بها ويشعر ان قوته تزداد . ويفسرها الفيلسوف الألمانى سقراط بأنها تنبع من النجاح الداخلي الذى يشعر به الشخص فهى تأتى كهدايا او مكآفات من الخارج . ويقول( كونفوشيوس ) اول فيلسوف صيني انها معرفة وإدراك الانسان عن الارتباط بين مشاعره وافكاره وسلوكياته ومن اجمل ما قال وصفها باته نبوءة محققة لذاتها . الا ان أفلاطون يراها بعيون مختلفة وفكر راقى ومشاعر خيالية حيث يؤكد انها معرفة الخير والشر وشعور الانسان بالرضا او ان ينجز ويحقق بنفسه شيئاً حتى لو كان صغيراً او بسيطاً. ليجئ عالم النفس الأمريكى ( مارتن سيليجمان ) ويتحدث عن ما اطلق عليه علم النفس الايجابى ووفقاً له يكون للسعادة ثلاثة جوانب وهى الحياة الجديدة والحياة الممتعة والحياة ذات المعنى . ويفسر بطريقة أكثر بساطة ذلك السر فى الحصول عليها بالاستمتاع بكل شئ مهما كان بسيطاً وإشباع حاجاتنا الاساسيةواكتشاف جوانب قوتنا واستغلالها لكى نحسن حياتنا ونحصل على ما يسمى بالحياة الجديدة . اما العالم ابراهام لنكولن فاعتبر ان نصيب الانسان من السعادة يتوقف غالباً على رغبته الصادقة فى ان يكون سعيداً .ويقول خبير التنمية البشرية الراحل ابراهيم الفقى انه لا يوجد إنسان تعيس ولكن السبب فى الحزن او التعاسة الأفكار فمنها ما يسبب تلك المشاعر السلبية لانه يحملها ومعها التشاؤم . اما انا فيكفينى نظرات الاحبة التى تعلن لى سعادتها بأى من تلك المعانى السابقة التى كتبها فلاسفة من جميع الجنسيات ويكفينى حتى الشعور بالامتلاء اى لحظة سعيدة يمنحها لى احدهم بعد ان نقتسمها معاً ونشعر انها زادت بعد تلك القسمة وأفقدت علامات علم الحساب معناها الذى اعتدناه فتحولت علامة – الى + والقسمة الى الضرب لتتضاعف الإعداد وتزيد سعادتنا وتتحقق النبوءة .