عرب وعالم

حقيقة ما يحدث في فرنسا

تقرير تكتبه حبيبة نصار

0:00

بعد مرور أكثر من أسبوع على مقتل الفتى نائل في نانتير ضاحية باريس برصاص شرطي والتي كانت أول منطقة تهتز تحت وقع احتجاجات عنيفة تطورت إلى أعمال عنف في عدة مناطق بفرنسا… ورغم عودة الهدوء الذي ساهمت في تثبيته أطراف مختلفة إلى هذه المدينة الهادئة عادة الا أن جراح هذه الأحداث كانت عميقة ويخشى بعض السكان من انفلات الوضع من جديد مستقبلا لعوامل لم تمح بعد.

اتسعت دائرة الفوضى والعنف التي تعم فرنسا منذ ليل الثلاثاء الماضي على إثر مقتل مراهق يدعى نائل المرزوقي يبلغ من العمر 17 سنة برصاص شرطي في ضاحية نانتير غرب العاصمة باريس مما خلف موجة احتجاجات واسعة في كل أنحاء البلاد…اشيعت يوم السبت جنازة نائل ذي الأصول الجزائرية .. تعيش فرنسا “حال أزمة” في وقت أحصت وزارة الداخلية اعتقال أكثر من 1300 شخص وإصابة 79 شرطيا في الليلة الرابعة من الاحتجاجات (حتى يوم الجمعة) وحدوث 31 هجوما ضد مراكز الشرطة و11 هجوماً ضد ثكنات قوات الدرك فضلاً عن إضرام النيران في نحو 1350 سيارة وتعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب وإحصاء 2560 حريقاً على الطرقات العامة بينما لم تتمكن السلطات من إعادة الهدوء إلى البلاد بعد.

وأمام ارتفاع وتيرة التساؤلات في الداخل الفرنسي حول تداعيات الاحتجاجات الراهنة وانعكاساتها السياسية فضلا عن عنف الشرطة إذ يعد نائل الشخص الثاني هذا العام الذي يقتل بإطلاق النار من قبل الشرطة عند نقطة تفتيش مرورية وذلك بعد عام مضى شهد مقتل 13 شخصا بالطريقة ذاتها…تضاربت الرواية الرسمية في بداية الواقعة إذ تبنت الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما إلا أن انتشار فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر شرطيا يصوب مسدسه نحو سائق السيارة قبل أن يسمع صوت إطلاق النار ثم تصطدم السيارة وتتوقف كان سببا في اندلاع الاحتجاجات والفوضى ليل الثلاثاء الماضي.

وبحسب الفيديو ذاته ظهر شرطيان إلى جوار سيارة يوجه أحدهما سلاحه نحو السائق عبر النافذة ويبدو أنه يطلق النار من مسافة قريبة جدا بينما يحاول المراهق الهروب بالسيارة…وبعدما أطلق أحد الشرطيين النار من نافذة السيارة على السائق عندما حاول الانطلاق اصطدمت السيارة لاحقا بجدار جانبي بعد أن تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام.. حاولت خدمات الإسعاف إنعاش السائق الشاب في موقع الحادثة لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير متأثراً بعيارات نارية في صدره.

فتحت السلطات الفرنسية المختصة تحقيقين منفصلين عقب وفاة المراهق أحدهما للتحقيق في احتمال قتل من قبل موظف عام، والآخر للتحقيق في سبب عدم إيقاف السائق سيارته والمحاولة المزعومة لقتل ضابط شرطه…ما زاد الوضع سوء هو خلو سجل المراهق من أي سوابق جنائية هذا ما أكده محامي اسره القتيل مضيفا انه معروف في المحاكم الفرنسية بسبب خلافاته مع الشرطة ورفضه الامتثال لقوانينهم مرات عدة.

ومازال الوضع مشتعل ومتأجج بالاضطرابات بعد ان تم نقل خبر عن قناة “بي إف إم تي” الفرنسية عن أحد المشاركين في اجتماع ماكرون مع رؤساء بلديات المدن المتضررة من الاضطرابات: “سيتم قريبا تفعيل قانون حالة الطوارئ من أجل قطع جميع المواعيد النهائية، ووضع إجراء للتعافي السريع”.

زر الذهاب إلى الأعلى