حازم عبده يكتب : لبيك اللهم لبيك
لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لبيك لا شريك لك لبيك، ما أجمل التلبية بالإحرام في رحاب البيت الحرام وفي كل بقعة بالمشاعر، فرحة ما بعدها فرحة وسعادة ما بعدها سعادة يحلق فيها الحاج وكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
يبيت أكثر من مليوني حاج الاثنين المقبل في منى ليقضوا يوم التروية استعداداً للتصعيد فجر الثلاثاء المقبل إلى صعيد عرفات الطاهر، ليؤدوا ركن الحج الأعظم، في ثاني حج بهذا العدد منذ جائحة كورونا التي حالت دون الحج بكامل عدده منذ عام 2019 الذي كان آخر موسم حج قبل الحائحة.
لقد عشنا أجواء الرعب والحظر والحجر مع كورونا الذي حرم المسلمين من الحج إلى البيت العتيق، ولله الحمد والمنة أن انحسر الوباء لنفرح بالحج، كتبه الله لكل مشتاق.
لقد سخرت السلطات السعودية كل طاقاتها لإدارة هذا التجمع الذي يعد الأكبر عالمياً، لذا فإن نجاح موسم الحج ليس مسئولية السلطات السعودية وحدها، وإنما هو مسئولية تشاركية لكل حاج ولكل حكومة أرسلت أبناءها إلى الأراضي المقدسة وفق الاحترازات والاشتراطات السعودية، بخاصة في شقها الصحي، وكذلك متابعة البعثات الطبية مع الحجيج، والتنسيق الكامل مع الجانب السعودية الذي حمل على عاتقه التنظيم والاستقبال والنقل والإعاشة وتوفير الخدمات الطبية لكل حاج.
أما الحاج نفسه فهو كلمة السر في نجاح هذا الموسم بالالتزام بتوقيتات التحرك من السكن إلى الحرم، وكذلك من مكة إلى المشاعر المقدسة تروية وتصعيداً ونفرة، وإفاضة، وحتى رمي الجمرات، انتهاء بطواف الوداع.
حقيقة إن سلوكيات كثير من الحجاج في السابق لم تكن تتسق وجلال الشعيرة، ولا قداسة المكان ولا رسالة الطهارة ومكارم الأخلاق، لذا فالوعي ثم الوعي بأن أي خروج عن السلوك القويم، أو تعليمات السلطات المسئولة عن سلامة أكثر من مليوني حاج هو المفتاح ليفرح الحجيج بشعيرتهم ومغفرة ربهم، وعودتهم سالمين إلى بلدانهم وبما يرسم صورة حضارية للأمة الإسلامية.
اللهم سلم حجاج بيتك الحرام الذين أتوك طائعين حامدين شاكرين ملبين، وأتم فرحتهم بالسلامة والمغفرة والقبول، وردهم إلى أهلهم رداً جميلاً، واكتب لنا ولكل مشتاق من أمة حبيبك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم، الحج والعمرة، وكل عام والمسلمين في كل مكان بخير، وعيد أضحى مبارك يفرح به الجميع.