حازم عبده يكتب : فوق القانون
“لا يعقل أن تبقى إسرائيل، قوة الاحتلال، تتصرف على أنها دولة فوق القانون، وترتكب جرائمها واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته دون أن تخشى رداً أو تتوقع عقوبة. فالانتهاكات في مدينة القدس المحتلة تزامنت مع تصعيد خطير في وتيرة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والمتمثلة في العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة أخيراً والذي نتج عنه 36 شهيداً”.
جائت تلك الكلمات على لسان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه أمام الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للمنظمة، بمقر أمانتها العامة بجدة الأسبوع الماضي لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت اللجنة على أن قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية، و أن المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر مربع، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وشددت على أهمية استمرار جهود دول المنظمة لحماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين.
نعم إسرائيل دولة فوق القانون، وكل ما خرجت به اللجنة التنفيذية للمنظمة عظيم، وسبق أن صدر عن المنظمة وأجهزتها مئات المرات، لكن هل إسرائيل ستستمع لشىء من ذلك؟ هل هي تقيم وزناً للمقدسات أو لأتباعها مهما قل عددهم أو كثر؟ هل المجتمع الدولي سيحرك ساكناً دون حركة حقيقية ضاغطة من قبل أصحاب المقدسات والأرض؟.
إذا كانت إسرائيل دولة فوق القانون، فلماذا يتمسك أصحاب الحق بالبقاء تحت القانون، بخاصة إذا كان القانون ظالماً ومن يقوم عليه أشد ظلماً وانحيازاً لمن هو فوق القانون؟ أسئلة يطرحها كل مسلم وكل مسيحي ممن يرون مقدساتهم تنتهكها إسرائيل ومستوطنوها المتطرفون، ووزراؤها السالكون لمنهج الإرهاب والاستفزاز، دون أجوبة حقيقية لا من دولهم ولا مما يسمى بـ المجتمع الدولي الذي يناشده الجميع بالتدخل، ولا يعرف أحد على وجه الدقة ما هو المجتمع الدولي، وهل هو مفهوم حقيقي أم مجازي، قانوني أم خيالي، وإن كان البعض يظن بأن المجتمع الدولي هو الأمم المتحدة ومجلس الأمن فلربما هو يقع في وهم خطير فالأمم المتحدة ومجلس الأمن ما هما إلى أدوات في يد من يدير هذا الإطار الهلامي المسمى بالمجتمع الدولي.
إسرائيل لا تعترف إلا بالقوة والقوة ليست بالضرورة قوة السلاح والحرب، وإنما القوة لها صور شتى، منها القوة الاقتصادية والقوة الاستراتيجية الجغرافية وقوة التأثير فيما يسمى بالمجتمع الدولي، ويتمتع العالم الإسلامي أو بمعنى أدق بعض دولة بنصيب كبير من قوة التأثير، فلماذا لا تستخدم هذه القوة في الدفاع عن المقدسات وحماية أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر؟ لا حل ولا رادع للعربدة الإسرائيلية إلا بإعادة النظر في استخدام الثقل التفاوضي لدول العالم الإسلامي في إجبار داعمي إسرائيل لردعها ووقف انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية.