حازم عبده يكتب: رسائل السويد للمسلمين
لا أدري لماذا تصر السويد على تحدي مشاعر ملياري مسلم حول العالم، وكأنها تريد أن تستخرج طاقة الغضب الكامنة لديهم، أو تستدرجهم للانزلاق لردات فعل غير محمودة العواقب دفاعاً عن دينهم و قرآنهم ومقدساتهم، ليس لدي إجابة أستطيع بها إقناع عقلي لتبرير منح التصريح تلو التصريح من قبل الحكومة السويدية لمتطرفين من أجل حرق المصحف، فماذا فعل المصحف للحكومة السويدية أو للشعب السويدي؟.
لا توجد احتكاكات بين الشعوب الإسلامية و الشعب السويدي، ولا يوجد ميراث للغضب أو للحقد بين الجانبين، فلمن تثأر الحكومة السويدية التي تدعي الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان، إن هذه الحكومة السويدية لا تستطيع أن تمنح تصريحاً لمتطرف أن يحرق بقرة أمام السفارة الهندية و أتحدى أن تفعل ذلك، وأتحدى أن تمنح تصريحاً لمتظاهر يشكك في محارق هنا أو هناك، إذن فلماذا مصحف المسلمين.
والسؤال الذي يفرض نفسه ماهي الرسائل التي تريد أن توصلها الحكومة السويدية للمسلمين، شعوباً وحكومات؟ على الرغم من عدم وجود يقين أو أمر معلن بهذه الرسائل إلا أنها تدور في فلك الاحتمالات من بين حزمة من الرسائل منها: استفزاز مشاعر عامة المسلمين ليتحرك بعضهم بعد فقدان السيطرة،للاعتداء على المصالح السويدية كما حدث في حرق السفارة السويدية في العراق، مع رفضي القاطع للعنف أو التخريب إزاء سفارات الدول، وفي النهاية توظيف ردود الفعل الغاضبة العنيفة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتأجيج نيران الإسلاموفوبيا.
ومن بين الرسائل التي ربما تهدف إليها السويد أنها تنوب عن اليمين المتطرف الأوروبي في الحملات المعادية للإسلام والمسلمين و الاستهانة بهم لعجزهم عن الدفاع عن قرآنهم الذي توالت جرائم حرق نسخ منه في ستكهولم، أو أن السويد لم تجد وسيلة للارتقاء في سلم الحرية والديمقراطية بعد إباحة كل شىء، غير حرية حرق مصحف المسلمين.
واضح جداً أن السويد لا تقيم وزناً لعلاقاتها مع حكومات الدول الإسلامية، فعلى الرغم من الإدانات التي خرجت من تلك الحكومات واستدعاء بعضها لسفراء السويد لديها مثلما حدث في المغرب والسعودية والعراق وإيران وقطر للتعبير عن الانزعاج والرفض التام لجرائم حرق المصحف، ووصفت مصر ما وقع في السويد بـ ” تحد سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم.
لذا يجب على الشعوب الإسلامية مقاطعة المنتجات السويدية، وعلى الغرف التجارية حصر المنتجات السويدية، وعمل قوائم بها لتجنب شرائها، ووقف السفر إلى السويد، وكما قطعت دول إسلامية علاقاتها مع دول أخرى لمحاولتها التدخل في شئونها الداخلية لا بد أن يظل خيار قطع العلاقات أو تعليقها مع السويد أمراً قائماً.